آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

حانت ساعة اقفال المقتلة في سورية - بقلم حارث سليمان

الاثنين 16 أيار 2016

عندما أسر أحد الصحفيين الى الرئيس رفيق الحريري قبل عدة اسابيع من اغتياله، بمعلومة خطيرة مضمونها أن النظام السوري قد يكون اتخذ قرارا باغتياله، وأن عليه أن يتصرف على أساس أن موعد التنفيذ قد يحصل في أي فرصة يتيحها اهمال امني في محيطه أو حضور معلن مسبقا في مكان محدد، أجاب الحريري بسؤال اعتراضي : هل تعتقد ان النظام السوري نظام عاقل او أحمق؟ رد الصحافي؛ " لا النظام السوري عاقل وخبيث ويتمتع بدهاء وذكاء"، بعد هذا استنتج الحريري متسرعا، اذن لن يقدم بشار على أمر كهذا لان الثمن سيكون كبيرا ومكلفا!.
كان الحريري بعلاقاته العربية والدولية وحجم حضوره يعتبر نفسه، ولو من موقع أدنى، شريكا مفيدا وضروريا للنظام السوري، وكان يفترض أنه بتدوير بعض الزوايا وبتلبية نهم بعض قياداته الى منافع مالية ومصالح مادية، يستطيع أن ينصح أو يضغط أو يساوم نظام بشار، حول رئاسة الجمهورية ويتجنب التمديد لاميل لحود وصولا الى انجاز انسحاب سوري متدرج من لبنان. على ضفة النظام لم يكن الامر كذلك لا مع الحريري ولا مع أي طرف أخر لبناني أو عربي . نظام الاسد لا يعترف الا بشراكات دولية محدودة أي مع اميركا واسرائيل، حتى أوروبا أو فرنسا أو غيرها لم يتصرف معها نظام الأسدين كشريك او منافس يوازن علاقته بها. انقلب حيث دعت الحاجة، على مصر والسعودية والعراق ومنظمة التحرير والمعارضة الفلسطينية، قصقص أجنحة ليبيا والعراق وايران في لبنان، تدخل في الاردن عبث بامن تركيا، لعب ويلعب مع الجميع، يدعمهم، يستعملهم، يورطهم، يبتزهم ثم يتخلى عنهم ويساوم على تصفيتهم والتبرئ منهم، عندما يأتي الثمن المناسب لكل منهم، ثمن تؤديه اميركا أواسرائيل، او الاثنين معا،على شكل منافع ومصالح وضمانات للنظام ونفوذ في العلاقات الاقليمية.
وهم الشراكة كان قاتلا للحريري ، ووهم التحالف كان مدمرا لثورة فلسطين وشعبها ومخيماتها، قضى عرفات محاصرا بين فكي مفترسه، وذهبت المعارضة الفلسطينية الى زوايا الندم، فيما يقبع الثوري الفنزويلي كارلوس في غياهب النسيان في سجن فرنسي، أما أوجلان فما زال أسيرا يجالد خصمه التركي، ولم تنفع الملايين من براميل النفط العراقية التي ضخها عدي صدام حسين الى نظام الاسد في ثنيه عن تسليم أولاد صدام الى قاتليهم. استغل الاسد أهل السنة في الانبار والجماعات السلفية الاصولية لمناوشة أميركا في العراق، تمهيدا لعقد صفقة معها بعد ورقة بيكر هاملتون، وعد اياد علاوي بمناصرته ثم انقلب عليه ليناصر المالكي ثم أرسل للاخير سيارات انتحارية متفجرة. استعمل السلاح الكيماوي ضد شعبه، ليس لأن سلاحه الآخر قد نفذت مخازنه ،بل استدراجا لصفقة نجح بابرامها فقايض بها تأييدا اسرائيليا لنظامه وسعيا لدى الاميركي لينتقل أوباما من موقع خصومته الى متفرج في موقع الحياد، مقابل طمأنة اسرائيل باسقاط استعمال السلاح الكيماوي اذا ما سقط نظامه. استفاد من دعم غير محدود من ايران، التي بذلت له كل ماتيسر لها من ميليشيات شيعية وموارد مالية، ويوم فكرت ايران بان ثمرة سياسة تورطها في الوحل السوري قد أينعت وحان وقتها لاستعمال جبهة الجولان ورقة في موازين الاقليم، تواطىء مع اسرائيل ليقطع يدها عن الجولان بعد ان استهدفت جهاد مغنية ورعاته من ضباط الحرس الثوري الايراني، ثم استقدم نظام الاسد طائرات بوتين ليتملص من نفوذ متعاظم لايران أقلق حليفته اسرائيل. كل من تعامل مع نظام الاسد متخيلا أنه حليفه خدم مدته تابعا واداة أومخدوعا ، وعندما زالت الحاجة اليه، دفع الثمن مضاعفا،اما تصفية، أو انهاء حضوره، قتلا تارة نفيا تارة اخرى اوتآمرا مع عدوه.
حزب الله ليس استثناء، تساؤلات يطرحها مجددا مقتل مصطفى بدر الدين في دمشق. تساؤلات تزداد مشروعيتها، سيما ان الجريمة تاتي بعد مقتل كل من عماد مغنية وجهاد مغنية وسمير القنطار ، وقيام حزب الله باتهام اسرائيل بهذه الجرائم.
التساؤل مؤداه ،لماذا تستهدف اسرائيل قيادات حزب الله البارزة في سورية وليس في لبنان، ولماذا تنجح بالوصول اليهم في عاصمة لايقيمون فيها بشكل دائم بل يترددون ضمن مهماتهم الحزبية، واستنتاجا لماذا لا تستهدفهم في لبنان اذا كانت ترصدهم بمجرد وصولهم للعاصمة السورية وتكتشف اماكن مبيتهم!!!؟ لماذا تحولت الارض السورية الى مقتلة لأرفع قيادات حزب الله!!!؟؟،
تساؤل مشروع آخر متعلق بلائحة المتهمين أو المشتبه بهم في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فبعد اللواء غازي كنعان، واللواء آصف شوكت ، والعميد محمد سليمان،واللواء رستم غزالة،والعميد جامع جامع، ياتي اغتيال مصطفى بدر الدين ليكمل لائحة طويلة من المتهمين الرئيسيين او المشتبه بهم في جريمة اغتيال الحريري اضافة الى موت غير مبرر لاخرين اقل اهمية ....
... قد تكون اسرائيل هي القاتلة وقد يكون طرف آخر.. لكن لماذا يهتم هذا القاتل بتنظيف ملف المشبوهين في جريمة اغتيال الحريري!!؟
اذا صح فعلا ان سلاح الجو الصهيوني هو الذي اغتال القائد العسكري لحزب الله في غارة جوية بالقرب من مطار دمشق فان السؤال هو أين ذهب سلاح الجو الروسي وشبكة الصواريخ الروسية الأحدث من نوعها والتي يفترض ان تغطي من سوريا المجال الجوي الاوروبي كله، أم انه ذهب ضحية تواطؤ اجهزة الاستخبارات المختلفه. مرة جديدة يتم تصفية ابرز مسؤول عسكري في حزب الله، يتكرر المكان دمشق، يتكرر الزمان بعيد اجتماع بين الضحية وقاسم سليماني، ويتكرر التخصيص استهداف القتيل دون غيره. قد يكون ذلك سلسلة من الصدف المتتاليه، لولا أن الكل يعرف أن نظام الاسد يمحي أثار الجريمة بدماء جريمة اضافية اخرى، ويتملص من عقاب مذبحة بارتكاب مذبحة اخرى ويداوي الداء بالداء، وقد آن لحزب الله أو لاحد من كوادره أوقياداته أن يعلن حقيقة مضى وقت طويل في نكرانها وتجاهل مفاعيلها، حقيقة بسيطة: أن وهم الشراكة مع نظام الاسد هودرب حتمي نحو المقتلة. .... ألأوهام قاتلة، كل من توهم صداقة الذئب على مدى عقود طويله، قتله الذئب غيلة..... حان موعد اقفال المقتلة.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف أخبار التجدد       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: