آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

هوف لـ"النهار": يجب تسليح المعارضة لأن الصراع سيُحسم بالقوة لن أتفاجأ إذا استيقظت لأسمع أن النظام السوري قد انتهى

الأربعاء 19 كانون الأول 2012

صرح المسؤول السابق عن الملف السوري في وزارة الخارجية الاميركية فريدريك هوف بأن فرص التوصل الى تسوية سياسية في سوريا قد اضمحلت، ورأى ان الصراع "سوف يحسم بقوة السلاح"، لأنه لا دليل على ان الرئيس بشار الأسد مستعد للتنحي عن السلطة.

وحض هوف في مقابلة مع "النهار" الحكومة الاميركية على تسليح بعض فصائل المعارضة السورية، معتبرا ان التطورات الميدانية ستجعل ذلك "أمرا حتميا"، ولم يستبعد ان تلجأ واشنطن الى الخيار العسكري المباشر وضرب مراكز القيادة والضبط التابعة للنظام لشل قدرته على التحرك، اذا تبين لها بشكل لا لبس فيه ان النظام السوري يشرف على استخدام الاسلحة الكيميائية ضد المعارضة.
وتختلف مواقف هوف هذه عن سياسة واشنطن الرسمية التي لا تزال تدعو الى حل سياسي ولا تزال، نظريا على الاقل، تدعم مهمة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا المبعوث الاخضر الابرهيمي، ولا تزال تعارض تسليح المعارضة مباشرة. ووافق هوف على تصنيف "جبهة النصرة" تنظيما ارهابيا "لأنها النسخة السورية لتنظيم القاعدة في العراق"، لكنه تحفظ عن التوقيت. وكان هوف قد التحق اخيرا بالمجلس الاطلسي الذي يعد من ابرز مراكز الابحاث الاميركية حيث عين باحثا بارزا في مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط التابع له.
وعن التأثير المباشر للصراع في سوريا على الوضع في لبنان، قال هوف ان استمرار القتال في سوريا يعني "ازدياد ازمة اللاجئين السوريين تفاقما، والتي سيصاحبها تعمق الانقسامات الدخلية". واضاف: "سوف تتراجع السياحة اللبنانية، وسوف يبقى القطاع المصرفي اللبناني تحت مراقبة (أميركية) دقيقة" كي لا يستخدم لمصلحة النظام السوري او ايران. وأعرب عن اعتقاده ان مصلحة لبنان تقتضي ان تكون سوريا دولة مستقرة تحترم استقلال لبنان وتتعامل معه نديا.
وتخوف من ان يؤدي استمرار الصراع في سوريا الى "انتقاله الى لبنان واثارة اضطرابات واسعة".
واشاد باعتراف واشنطن بـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" خلال مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" في المغرب قبل ايام، وحض المعارضة على الاسراع في تأليف حكومة موقتة تنشط فوق الاراضي السورية المحررة وتكون ابرز اولوياتها السياسية طمأنة الاقليات السورية. وقال: "لدى الاقليات المسيحية والعلوية والكردية وغيرها مخاوف شرعية. ليس لدى هذه الاقليات اوهام حيال تسلط النظام وفساده، لكنها خائفة على المستقبل، وهي تتساءل عن البديل، لذلك من الضروري للمعارضة ان تضع وجها محددا للبديل".
وبعدما اشار الى التحسن الملحوظ للاداء العسكري للمعارضة وتحسن التنسيق بين فصائلها، خلص الى ان "هذا يعني ان بنية النظام يمكن ان تنهار بكاملها وبسرعة. قبل ستة اشهر او سنة كان لدى الجميع ترف الحديث الذي لا نهاية له عن الاعتبارات الاستراتيجية للاطراف المختلفين، والبدائل والشخصيات السياسية. هذا الترف لم يعد متوافرا... الشخصيات القيادية في المعارضة تدرك، أكانت مستعدة ام لا، ان هذا النظام يمكن ان ينهار بسرعة، ولن اتفاجأ غدا اذا استيقظت لاسمع ان النظام قد انتهى، لكنني لن اتفاجأ ايضا اذا بقي بضعة اشهر".
وعن تزويد المعارضة السلاح قال: "نعم أؤيد تزويد بعض فصائل المعارضة الاسلحة على ان يكون ذلك تحت مظلة المجلس العسكري الاعلى" الذي شكل حديثا. اذا قبلنا مقولة ان هذا الصراع سوف يحسم بالقوة على الارض، علينا اذا ان نقبل حقيقة ان الذين يقاتلون على الارض والذين سينجحون في اطاحة النظام هم الذين سيقررون طبيعة المرحلة المقبلة، ولذلك علينا ان ندخل الحلبة ونسلح بعض الفصائل للتأثير على القوى التي نرى أنها صالحة لقيادة سوريا في المرحلة الانتقالية ووضعها على طريق التمثيل الحقيقي وصون وحدتها الوطنية". وأعرب عن ثقته بأن الحكومة الاميركية تعرف الآن عن سوريا أكثر بكثير مما كانت تعرفه قبل أشهر، مثل من هم الاطراف الفاعلون في المعارضة؟ ومن يقودها، وكيف يمكن مساعدة الاطراف الذين يستحقون المساعدة. يجب أن نعرف من سيحصل على السلاح وكيف سيستخدم".
وهل تشارك واشنطن في تدريب أفراد من الجيش السوري الحر في الاردن على استخدام الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف كما أورد بعض التقارير الصحافية؟ أجاب بأنه لا يعرف بأي تدريبات "تقوم بها الولايات المتحدة كحكومة".
واعتبر ان استخدام النظام صواريخ "سكود" يعكس يأسه لأنها غير مجدية عسكريا، وإن تكن سلاح ترهيب في الدرجة الاولى. ودعا الى استخدام القوة العسكرية لضرب مراكز القيادة والضبط التي تتحكم باطلاق الصواريخ في حال تزويدها رؤوسا حربية كيميائية لضرب تجمعات المعارضة المسلحة او تركيا، بدل محاولة السيطرة على مواقع هذه الصواريخ.
وعن دور "جبهة النصرة" لاحظ هوف ان نظام الاسد و"جبهة النصرة" ينطلقان من حسابات مذهبية. وقال ان "الاسد سهّل دخول عناصر من تنظيم القاعدة عبر أراضيه الى العراق في العقد الماضي لاثارة الاضطرابات والقتل والتخريب. والآن العناصر ذاتها تعود الى سوريا حيث تحارب اليد التي أطعمتها في السابق". أضف ان نظام الاسد يستخدم "جبهة النصرة" ليقول "للأقليات في سوريا ولروسيا والصين والعالم ان معارضيه ليسوا سوريين بل جهاديين ومقاتلين أجانب".
وأبدى تفهمه لتحفظات ومعارضة قيادات سورية تعترف بها الولايات المتحدة مثل معاذ الخطيب وجورج صبرا لقرار واشنطن تصنيف "النصرة" تنظيما ارهابيا لأن السوريين الذين يقاتلون النظام ويتعرضون لأقسى أنواع البطش والتنكيل سيرحبون بأي دعم يأتيهم في هذه المرحلة حتى لو لم يكونوا مرتاحين كليا الى الطرف الذي يساعدهم ولكن "كان من الافضل ان يأتي التصنيف بعد الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري، وليس قبل ذلك. التوقيت المثالي هو ان يتزامن التصنيف مع الاعلان عن تغيير في سياستنا حيال تسليح المعارضة". وعكس هوف ما كان قد قاله الاسبوع الماضي السفير لدى سوريا روبرت فورد من ان الجهاديين في سوريا يشكلون أقلية، وأن أكثرية المعارضة هي وطنية.
وشدد على ضرورة صون مؤسسات الدولة السورية وأجهزتها بعد التخلص من الاسد وأفراد عائلته وزمرته، لتفادي وضع مماثل للعراق بعد اطاحة نظام صدام حسين، ودعا في هذا السياق الى تشكيل صندوق مالي تساهم فيه في الدرجة الاولى دول الخليج العربية، الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة للاشراف على عملية اعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية. وقال إن مثل هذا الصندوق سوف يبعث برسالة مطمئنة الى قطاع الاعمال والشركات في سوريا، بأن العالم لن ينسى سوريا بعد اطاحة نظام الأسد.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف حوار       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: