آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

المعارض السوري ميشال كيلو لـ«الجمهورية»: الإرهاب مُتغلغِل في النظام السوري

الجمعة 31 كانون الثاني 2014

لا تزال المعارضة السورية، وبعد تجربة المفاوضات الاولى، ثابتة على مواقفها المعلنة، وأساسها أن لا حلّ في سوريا من دون رحيل الرئيس بشار الاسد. رئيس التكتل الديموقراطي في الائتلاف الوطني السوري المشارك في وفد المعارضة في جنيف ميشال كيلو حَدّد لـ"الجمهورية" من جديد هدف الثورة السورية ومَسارها وشَكل الدولة المرجوّة. وهنا نص المقابلة:

• كيف تلخّص ما حدث في جولات التفاوض في جنيف 2؟

- مهمة الوفد (النظامي) أصلاً ليست التفاوض، جاء ليُقنع العالم بفك العزلة عنه وبأنه لن يقدّم أيّ تنازلات، ولن يسمح بأيّ حلّ لا يمرّ ببقاء مؤسسات النظام ورموزه وأشخاصة. لم تحصل مفاوضات على الإطلاق، سمعنا خطاب (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم في افتتاح مونترو، قال للعالم بلغة واضحة وصريحة: "جميعكم إرهابيون، ونحن نحاربكم لنهاية العمر، وعليكم أن تؤيّدونا في حربنا ضدكم".

• لكنّ النظام طرح موضوع الارهاب كنقطة أساسية في التفاوض وأنتم رفضم الخوض فيها؟

- يوجد إرهاب في مكان واحد فقط في سوريا، في السلطة التي تشنّ حرباً منظّمة تبيّن انها الوحيدة التي قررت خوضها، وهي ليست بهدف تحرير الجولان، هي فقط من أجل الكرسي. الوفد النظامي ردّد كلمة الارهاب كثيراً، لكني أطرح عليهم هذا السؤال: إذا انشَقّ 3200 ضابط عن الجيش، إضافة الى عشرات آلاف الجنود ورئيس الوزراء وعشرات الوزراء ومئات أساتذة الجامعات والفنانين والقضاة وآلاف المحامين، وأكثر من 600 مثقف سوري اتهمهم النظام بدعم الارهاب، فهل جميع هؤلاء إرهابيون؟ هل أطفال المدارس الذين خرجوا للمطالبة بالحرية بالإضافة الى موظفي الدولة، هل هم من الإرهابيين؟ وحزب البعث الذي انفرط ولم يعد له وجود، هل هو ايضاً إرهابي؟ أين هم الارهابيون؟

• لكن النظام هو الحاكم السياسي الفعلي لسوريا حتى الان؟

- أقصَر تعريف للسياسة في العالم هو: "إخراج العنف من المجال العام"، ما نراه في النظام السوري هو العكس: إدخال العنف في المجال العام، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتسوية المشاكل. الشعب هو عدوهم الوحيد في الدنيا، ونظّموا الدولة باعتبارها مؤسسة أوكار إرهابية، لها مَن يقودها وعندها موازنة واعلام يُشيع الكذب ويقول انّ هذه مقاومة وممانعة وتلك مؤامرة.

• لمَ ماطلَ النظام في الاعلان عن الموافقة على بيان جنيف 1؟

- بيان جنيف 1 من شأنه أن يسوّي المشكلة السورية سياسياً، وهم منذ البداية لم يوافقوا على حل سياسي على رغم اننا عرضناه عليهم منذ العام 2000 وما زلنا مستمرين بالمطالبة، هم مقتنعون حتى الان بجدوى الحل الامني في سوريا، لكن المقاومة في سوريا كبيرة وواسعة ومتجذرة، لدرجة يستحيل حصرها بالامن، ولن تتوقف الّا بتحقيق مطالب الشعب وبتحقيق الشعار الذي رفعه النظام تاريخياً "وحدة حرية اشتراكية".

تصوّري انّ العساكر الذين داسوا الناس في الساحات أطلقوا هذا القَسم في ثكناتهم قبل الخروج لرَفس الناس وقتلهم واتهامهم بالإرهاب!! هناك 9 ملايين سوري مشرّد، هل كلهم من الإرهابيين؟ ولماذا يستمر الاسد في السلطة طالما انه يحكم شعباً إرهابياً؟

• هناك خطوط حمر مُعلنة لدى النظام، أبرزها شخص الرئيس، هل تتوقعون منه تسليم السلطة بهذه البساطة؟

- لماذا الرئيس خط أحمر؟ ليترك لنا الحرية لمدة عام وليترشّح بعدها للانتخابات وليرَ النتائج، هم حكموا باسم الحرية والاشتراكية والوحدة، لكنّ هدفهم تحوّل وأصبح المحافظة على الامر القائم الرجعي والقاتل والمعادي للشعب.

زرتُ (مستشارة الرئيس السوري) بثينة شعبان مرة وقلت لها: هذه فرصة ذهبية لتحقيق ما وعدتم الناس به، لاقوا الناس الى هذه المطالب وأعيدوا تجديد النظام وأدخلوا الناس في الحياة السياسية ستدخلون للأبد في تاريخ الشعب وذاكرته، وسأكون في هذه الحال أوّل من ينتخب الاسد رئيساً، لكنهم رفضوا، ودورنا اليوم ألّا نتهاون بحقوق الشعب السوري وسنعمل على تقديم كلّ المجرمين الى المحاكم الدولية.

• هل هناك توجّه من قبل المعارضة للمطالبة بمحكمة دولية خاصّة بسوريا؟

- سنفعل كل ما تتطلبه العدالة الانتقالية للأخذ بحقوق الناس، حق الانسان بالحياة غير قابل للتصرّف، وحتى في حالة الحرب حقّ غير المسلّح أو مَن ألقى سلاحه بالحياة مقدس ويضمنه القانون والدين والشرع. سيتقدّم للمحاكمة كلّ مَن ارتكب جرائم بحق الشعب.

• بمَن فيهم المعارضة؟

- طبعاً، نحن نتكلم عن مبدأ ينطبق على الجميع. لذلك كنّا نحذّر المعارضين دائماً برفض هذه المظاهر لأنّ الكلّ سيواجه العدالة.

• هناك تجاوزات كثيرة نقلها الاعلام صبغت هذه الثورة بالتوَحّش وقطع الرؤوس، هل نحن أمام إرهابيين أم ثورة؟

- حاولتُ إيجاد تفسيرات واقعية لا تبريرات، ووجدتها مرتبطة بمنسوب العنف الذي استخدمه النظام ضد الشعب، لأنه بطشَ بالناس ودفعهم الى حمل السلاح واستعماله من دون وجود نظام سياسي، وغياب هذا النظام يقود حتماً الى الفلتان والعسكرة، ومن واجبنا كوطنيّين أن نواجه هذه الظاهرة. واليوم لدينا صحوة كبرى في كل مكان، ولدينا شعور انّ الارهاب يستهدفنا اكثر ممّا يستهدف النظام.

• هناك من يتهم النظام بدعم تنظيم "داعش"، ما رأيكم بهذا القول؟

- لدينا أدلة كثيرة تقول إنّ النظام ركّب هذا التنظيم بمساعدة المخابرات الايرانية والروسية، اضافة الى إمارات اسلامية وأخرى تابعة للقاعدة، شَكّلوا عالماً سلفياً إرهابياً كاملاً موجوداً في مناطق كثيرة، قام بكل الاعمال الشنيعة والارهابية. إنّ خَطفَ المطرانين، مثلاً، تمّ على يد تنظيم يقوده ابو عمر الكويتي، وهو شخص ايراني يقود كتيبة شيشانية من 200 شخص، وتمّ تسليم المطارنة للنظام، إضافة الى خطف مئات الشبّان الذي خطفتهم هذه التنظيمات وفقاً لقوائم سلّمهم إيّاها النظام.

تنظيم "داعش" قتل في تموز الماضي وحده 29 ضابطاً من "الجيش الحر" وصَفّى القيادة الوطنية المدنية الديموقراطية. وفي الوقت الذي كان "الجيش الحر" منشغلاً بمحاربة النظام، كانت الضربات تأتيه من "داعش" ايضاً. أفظع أشكال الارهاب هو إرهاب الدولة لأن لا حدود له، والنظام استخدم ارهاب الدولة منذ اليوم الاول.

• يقال إنّ ما يحصل من تفجيرات في لبنان هو انعكاس للوضع السوري، متى برأيك سنُخرج لبنان من هذا التأثير؟

- أتمنى أن يبقى اللبنانيون بعيدين عن النزاع في سوريا، حتى لو طلبنا منكم التدخّل، لا تقبلوا. واحدة مِن أجرَم وأفظع أهداف الصراع في سوريا تتمثّل في جَرّ بقيّة العرب إليه.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف حوار       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: