آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

جبهةُ السلطة تتفسَّخ قبل الإنتخابات - طوني عيسى (الجمهورية)

الأربعاء 2 آب 2017

 كل ما استطاعت قوى السلطة أن تفعلَه هو أن تُرجِئ اA275;ستحقاقَ اA275;نتخابي، كلّ لضروراته الخاصة. فـ»حزب الله» يفضل التأجيلَ لضروراتٍ استراتيجية، فيما «المستقبل» يريد كسبَ مزيدٍ من الوقت لتحضير المعركة. وأما المسيحيون فوافقوا على التأجيلِ لأنّ اA269;خرينَ يريدونه. ولكن، على الجميع أن يتذكّر أنّ لعبة الوقت ليست مجانية، وأنّ هناك مخاطرَ لعامل الوقت يجب التحسُّب لها.
حتى اليوم، ليس هناك ما يوحي بأنّ اA275;نتخاباتِ النيابية المقبلة ستُجرى حتماً في موعدها المقرّر في أيار 2018، وأنها ستُجرى وفق القانون الذي تمّ إقرارُه على عجل لتبرير التمديد الثالث للمجلس النيابي.

وإن يكن من الصعب التكهّن بما سيكون عليه اA271;مر في الربيع المقبل، يجدر التذكير بأنّ القوى السياسية التي اعتادت تجاوزَ المواعيد الدستورية قد تجد تبريراً جديداً في أيّ لحظة لتأجيل اA275;نتخابات، إذا وجدت أنّ مصالحَها تقتضي ذلك.

فكلٌّ مِن هذه القوى السياسية ينظر إلى موعد أيار المقبل من زاوية مصالحه، ووفقاً لما يريد تحقيقَه في هذا اA275;ستحقاق. وتبدو القوى المسيحية هي اA271;كثر انشغالاً بهذا الملف، فيما القوى الشيعية مرتاحة تماماً إلى المواجهة. وأما السنّة فاهتمامُهم نسبي.

هذه الصورة تعيد إلى اA271;ذهان حقيقة أنّ المعارك اA275;نتخابية في لبنان، النيابية وغير النيابية، هي في الدرجة اA271;ولى معارك بين القوى المسيحية، فيما اA269;خرون يتدبّرون أمورَهم ضمن حدود معيّنة من التراضي.

في الساحة الشيعية، «حزب الله» وحركة «أمل» يعلنان بكل ثقة أنّ الحصة الشيعية في المجلس النيابي المقبل ستبقى لهما. والنظام النسبي، في الشكل الذي تمّ اA275;تفاق عليه، يعطّل إمكاناتِ الخرق في الوسط الشيعي، إلّا نادراً واستثنائياً.

ولذلك، ليس هناك شكٌ لدى «الحزب» و»الحركة» في أنهما سيمضيان في اA273;مساك بمقاعد الطائفة في المجلس النيابي المقبل. وليس ذلك مستغرَباً، A271;نّ حماية وضعية «حزب الله» تفرض عدم تعريض الحالة الشيعية في السلطة للإختراق.

وقد وُفِّق الثنائي الحزبي الذي يمثّل الطائفة الشيعية داخل السلطة في حماية نفسه وتمثيله بالحصول على غطاءِ القوى اA271;خرى، حتى تلك المصنَّفة في خانة الخصوم، كقوى 14 آذار (تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية» تحديداً).

في درجة ثانية، يستعدّ تيار «المستقبل» لمعركة يحتفظ فيها بالتمثيل السنّي الوازن، ولكن غير اA275;حتكاري. ويبدو واضحاً أنّ التفاهمَ الذي أعاد الرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي يتضمّن توازناً ما بين عاملين: «المستقبل» يتخلّى عن مواجهة «الحزب» ويتعاطى معه «واقعياً»، فيما «الحزب» يفتح له البابَ مجدداً للإمساك بالحالة السنّية ورئاسة الحكومة.

طبعاً، لن يسلّم «حزب الله» كل أوراقه داخل الطائفة السنّية. فهو سيعمل للاحتفاظ بمواقع لحلفائه في مختلف الدوائر ذات الغالبية السنّية، كما في الدوائر التي «يمون» عليها.

وعلى العكس، تلتقي مصالحُ «المستقبل» و»حزب الله» على مواجهة القوى «الخارجة عن السيطرة» في داخل الطائفة، ومنها مثلاً حالة اللواء أشرف ريفي في طرابلس وخارجها وبعض الحالات المحسوبة على تيارات سنّية متشدّدة.

أما المواجهة اA271;برز في اA275;ستحقاق النيابي المقبل فستكون على الساحة المسيحية. وخلافاً للحالة الشيعية التوافقية، تبدو الملامحُ المبكرة لمواجهة مسيحية متعدّدة الوجوه ما بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية».

لم يكن قانون اA275;نتخابات قد أبصر النور حين أعلن النائب أنطوان زهرا عزوفَه عن خوض المعركة في البترون. ولهذا القرار أهميةٌ حاسمة في اA275;نتخابات المقبلة، A271;نّ البترون هي الهدف اA271;وّل للوزير جبران باسيل.

وثمّة مَن يعتقد أنّ «القوات» ليست متحمّسة لمنح باسيل مفتاحاً لباب البترون، مدخل الشمال المسيحي، إلّا مقابل ثمنٍ لم تحصل عليه حتى اA269;ن.

يقول البعض إنّ «القوات» أوصلت رمزَ «التيار» العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية ليكون الدكتور سمير جعجع هو الرمز المسيحي التالي، وليس باسيل.

وفي البترون، هناك كلامٌ كثير عن تقارب بين «القوات» والنائب بطرس حرب، يوازيه احتمالُ التقارب انتخابياً بين «القوات» و»المردة» في زغرتا، فيما تطلّ ملامحُ مواجهات واضحة في كسروان - جبيل وزحلة وبيروت وبعبدا وسواها.

يعني ذلك أنّ كلّاً من «التيار» و»القوات» سيضطر إلى بناء تحالفاته الخاصة في كل دائرة انتخابية، وتالياً أنّ التحالفات ستتمّ «على القطعة» مع القوى الأُخرى ذات الوزن في هذه الدائرة، سواءٌ كانت هذه القوى جزءاً من السلطة أو من خارجها.

وسيضطر كل من «التيار» و»القوات» إلى التحالف مع أحد قطبَي الثنائية الحزبية في الطائفة الشيعية، «أمل» و»حزب الله»، أو مع «المستقبل» أو سواه، في زحلة مثلاً. ولا شيء يمنع من أن يتحالف أحدُ الطرفين مع الكتائب أو آل سكاف هناك. وسيكون دورُ «المستقبل» والقوى الشيعية مؤثراً.

هذه «الخلطة» توازيها أخرى في دائرة جزين - صيدا، حيث يسود الترقّب مسيحيّاً وسنّياً، علماً أنّ الصوت الشيعي في هذه الدائرة له وزنه. وأما في دوائر جبل لبنان فيختلط «الحابل بالنابل» مع ظهور الملامح اA271;ولى للتحالفات، وهي توحي بتفكّك قوى السلطة وبتحالفات ممكنة بينها وبين القوى المعارِضة أو المستقلّة أو المناطقية وفقاً لكل حالة.

إذاً، تركيبةُ السلطة قابلة للعيش حتى اA275;نتخابات المقبلة، وبعد ذلك سيُعاد خلطُ اA271;وراق.

وستكون السلطةُ المقبلة رهنَ مفاعيل اA275;نتخابات. وإذا كان الوضعُ الشيعي هو اA271;كثر استقراراً والوضع السنّي مستقرّ بنسبة معيّنة، فإنّ الوضع المسيحي سيشهد خلطاً واضحاً للأوراق تضيع فيه معالم التحالف بين القوى المشارِكة في السلطة وتلك المصنَّفة خارجها.

لذلك، يبقى موعد اA275;نتخابات والقانون الذي سيرعاها مسألة غير محسومة وخاضعة للمصالح وصفقات اللحظة اA271;خيرة.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: