آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

فصل جنيف - ٨ في حرب التسوية - رفيق خوري (الأنوار)

الأربعاء 29 تشرين الثاني 2017

 محادثات جنيف - ٨ تصطدم مثل سابقاتها بالخلاف على أساس التسوية السياسية كما على وظيفة الحرب، وليس ما تتعثر به في الشكل سوى مناورات مألوفة في لعبة التفاوض هي انعكاس للخلاف في العمق. فلا حرب سوريا لها بعد واحد، وان ساهمت أطراف عدة في التركيز على البعد الارهابي. ولا التسوية السياسية لها طبعة واحدة. وكما في الحرب كذلك في التسوية: تعددية مشاركة مباشرة داخلية وخارجية تتجاوز ثنائية نظام - معارضة، وان كان كل شيء باسم السوريين.
ذلك ان أوراق اللعبة في التسوية ليست على طاولة واحدة. فهي في جنيف واستانة وسوتشي وكواليس العواصم الاقليمية والدولية، كما على أرض المعارك. ولا أحد يعرف المدى الزمني الذي تأخذه حرب التسوية المستمرة مع حرب سوريا منذ عامها الأول. لكن الكل يعرف من التجربة ان بيان جنيف في حزيران ٢٠١٢ والذي قيل أنه أساس التسوية كان مجرد غطاء لاستمرار الحرب تحت عنوان البحث عن تسوية والخلاف على تفسير البيان.

والمشهد الحالي ناطق. الرئيس فلاديمير بوتين يرى ان ما فعلته قواته في الحرب خلال عامين يكفي لترتيب تسوية على قياس مصالح موسكو. وهو يسعى لتهميش جنيف والتركيز على استانة وسوتشي من أجل التخلص من مرجعيات الشرعية الدولية. لكن مشكلته انه في حاجة الى التفاهم مع أميركا وسواها لضمان التسوية واعادة الاعمار. ولذلك ينسق مع الرياض مسألة جمع المعارضين في وفد تفاوضي واحد، ويتفاهم مع طهران وأنقرة، ويضع مع الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا جدول أعمال المحادثات، ويرى ان جنيف غطاء رسمي للتسوية التي تطبخ خارجها.
ومن ضمن التحالف مع روسيا ترى دمشق وطهران ان ما حدث في الحرب حتى الآن لا يكفي لانضاج تسوية على قياس النظام والدور الايراني، وان المطلوب إكمال الخيار العسكري حتى النصر الكامل. لكن مشكلة العاصمتين هي الحاجة الى الدور العسكري الروسي الذي يلوّح بوتين بالتخفيف منه الى الحد الأدنى. وبالمقابل، فان الرئيس دونالد ترامب والرئيس ايمانويل ماكرون يتفقان على ان جنيف هي المسار الشرعي الوحيد لمحادثات التسوية، وتجد موسكو نفسها مجبرة على تأجيل مؤتمر سوتشي حتى شباط المقبل مبدئيا بسبب الرفض التركي لدعوة الكرد ورفض المعارضة المشاركة في مؤتمر خارج الشرعية الدولية ومرجعية قراراتها. ومشكلة المعارضين ان مطالبهم أكبر من قدرتهم، بصرف النظر عن انقساماتهم وخلافاتهم ولو ضمن وفد واحد.
والمسار الواضح مملوء بالألغاز.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: