آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

من قوة القلق الى قوة الأمل - رفيق خوري(ألأنوار)

الجمعة 1 كانون الأول 2017

 البحث في الترجمة العملية لسياسة النأي بالنفس ليس محليا فقط، بصرف النظر عن الردّ الوطني على صدمة الاستقالة. والسؤال الذي لا يزال يبحث عن جواب واقعي هو: الى أي حدّ تستطيع القوى السياسية توسيع الهامش اللبناني في علاقات كل منها مع المراكز الاقليمية الداعمة لها وبالذات مع طهران والرياض؟ الى أية درجة يمكن أن نعيد التوازن الى علاقات لبنان الاقليمية والدولية من ضمن ما سمّاه بيان كتلة المستقبل النيابية الانخراط في نظام المصلحة العربية المشتركة؟ أليست نقطة الانطلاق هي اعادة تصحيح العلاقات الداخلية بين القوى المتفقة في المشاورات التي أجراها الرئيس ميشال عون على تصحيح الخلل في التسوية السياسية؟

 


مفهوم ان التحالفات والخصومات، هي على العموم، قصيرة العمر أو تمرّ بطلعات ونزلات. هكذا رأينا في السنوات الماضية الخط البياني للتزلج بين الصعود والهبوط في التحالف بين قوى ١٤ آذار بالجملة، ثم بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية، وبين الرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط، وبين الرئيس نبيه بري والعماد ثم الرئيس ميشال عون، وبين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وبين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وبين القوات اللبنانية والكتائب، وبين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. وباستثناء ثبات الثنائي الشيعي والتفاهم بين بري وجنبلاط، فان التفاهم الذي لم يهتز على مدى سنوات هو تفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله.
اليوم، واذا أخذنا بالمناخ التفاؤلي، فان القوى المحلية نجحت في الامتحان الأول لتجربة الاستقالة والتريث. إذ أدرك الجميع ان كل البدائل عن استمرار الحريري في رئاسة الحكومة صعبة وخطرة ومؤذية. فلا هي في مصلحة العهد ولا حزب الله ولا الحريري وبقية القيادات. ولا أحد يستطيع ان يتحمّل تبعات انكشاف لبنان عربيا.
وهذا النجاح، على أهميته، جاء بدفع من قوة سلبية هي قوة القلق من مخاطر الخروج على الستاتيكو المحروس داخليا وخارجيا. ولم يكن بين القيادات من يجهل ان الظروف ليست مطابقة لنظرية بسمارك في هزّ الستاتيكو والتأكد سلفا من وقوع القطع المتناثرة في الأمكنة المحددة لها. لكن النجاح في العودة الفعلية الى النأي بالنفس ليس كل ما يحتاج اليه لبنان وليس واضحا ان كان كل ما تطلبه المواقع العربية والاقليمية. فلا بد من النجاح في الامتحان الثاني بالرهان على قوة ايجابية هي قوة الأمل والعمل. الأمل بتطوير الوضع السياسي وخرق البلوكات في الانتخابات النيابية. والعمل على النهوض الاقتصادي وحل قضايا الناس الملحة، بدل الاكتفاء بالسياسات النقدية.
والأساس هو توسيع مساحة الهامش اللبناني تحت سقف الوحدة الوطنية والتضامن العربي.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: