آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

أوهام تغيير السلوك ومفاعيل خيبة الأمل - رفيق خوري (الأنوار)

الجمعة 5 كانون الثاني 2018

 ليس غريبا ان ينشغل اللبنانيون بالتظاهرات التي انتشرت في المدن والأرياف الايرانية. فما يحدث في ايران صار أمرا داخليا في لبنان الذي صارت قضاياه الداخلية، في معظمها، أمورا خارجية، وما يصعب ان يغطيه الاجماع على سياسة النأي بالنفس لحل أزمة استقالة فرضتها ظروف خارجية هو دور المحور الاقليمي الذي تقوده ايران على المسرح اللبناني. وكما أحدثت الثورة الاسلامية في ايران أعمق تغيير في موازين القوى والصراع الجيوسياسي في المنطقة وعليها، فان ما يحدث للجمهورية الاسلامية يقود الى أعمق تغيير في الاتجاه المعاكس.

 

 

وليس قليلا في لبنان وخارجه عدد الأطراف والجهات التي لا شيء يفاجئها، ولم تتأخر في الادعاء انها توقعت أحداث ايران وتعرف خلفياتها. لكن كريم سادجابور كبير الخبراء في أمور ايران في مؤسسة كارنيغي يرى ان لا أحد توقع ما حدث في قلب الجمهورية الاسلامية وهو يعكس احباطا وخيبة أمل حيال كل الأطراف في النظام.
واذا كان قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري يعلن انتهاء الفتنة، فان الرئيس دونالد ترامب يعد بدعم الشعب الايراني في الوقت المناسب والخارجية الأميركية تكرر اللعبة المستمرة منذ رئاسة ريغان حتى اليوم وهي ان واشنطن تريد تغيير سلوك النظام والنظام. وهذه خدعة تعرفها طهران وترى ان المعنى الحقيقي لتغيير السلوك هو تغيير النظام. وهي في الوقت نفسه وهم أميركي لأن سلوك الحكم الإلهي ليس قابلا للتغيير.
وتجربة الرهانات على الاتفاق النووي لا تزال طازجة. الرئيس باراك أوباما عمل على تكيّف السياسة الأميركية مع الرغبة في اتفاق نووي والحرص على تجنّب كل ما يعرقل التوصل اليه. وكان الرهان على حلّ موقت يؤخر امتلاك طهران سلاحا نوويا، وعلى اعتدال النظام والتفاهم معه على القضايا الاقليمية. والنتيجة بعد الاتفاق هي رفض المرشد الأعلى علي خامنئي للتفاوض مع أميركا على أي قضية اقليمية، وبالطبع خيبة أمل في أميركا.
والوجه الآخر لخيبة الأمل في ايران. الرئيس حسن روحاني راهن على الاتفاق للتخلص من العقوبات الدولية وفتح الباب أمام الاستثمارات الغربية وتنشيط الاقتصاد الايراني، لكن الحسابات لم تصحّ. فلا روحاني تمكّن من تحقيق وعوده، ولا ما رافق تردد الخارج في الاستثمار وصعوبة الانفتاح الداخلي عليه سوى ضغوط المحافظين المتشددين على روحاني.
والكل يعرف قوة النظام. لكن اهتزاز القاعدة الداخلية ينعكس حكما على التوسّع في نفوذ ايران وانتصار مشروعها الاقليمي. ومن الوهم التصرّف كأن الحراك الداخلي والخارجي مضمون في اتجاه واحد.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: