أرشيف
حال الاتحاد معقدة
والانقسام سلاح ترامب - رفيق خوري (الأنوار) الجمعة 2 شباط 2018 الخطاب السنوي الأول للرئيس دونالد ترامب أمام الكونغرس عن حال الاتحاد جاء على صورة رجل الأعمال ومثال السلوك الرئاسي: شيء من انعكاس النرجسية والشيزوفرينيا السياسية، وشيء من ضرورات الواقعية في ادارة السلطة. ولم يكن بين التوقعات أن يخلو الخطاب مما تسمّيه المستشارة في البيت الأبيض كيليان كونواي حقائق بديلة كتعبير عن وقائع متخيّلة ومبالغات وأكاذيب. ولا كان من الصعب على ترامب الذي فاجأ الأميركيين باللهجة التصالحية في نصّ الخطاب أن يعود بعد ساعات الى هوايته المفضّلة في التغريدات الانتقادية التي تكرّس الخصومات.
ذلك ان ما رآه ترامب هو ان حال الاتحاد رائعة في الداخل: نمو اقتصادي، خلق وظائف بالملايين، أكبر خفض ضرائب، وأفضل وقت لكي نعيش الحلم الأميركي. وما تجاهله هو ان حال أميركا في الخارج مريعة: حلفاء يتخوّفون من تبدّل مواقفها ولا يثقون بالتزاماتها. خصوم لا يخافون من تهديداتها ولا يترددون في تهديدها. والأكثرية الساحقة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تصوّت في الجمعية العمومية ضدّ قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وما كرّره هو ان أميركا تواجه أنظمة سياسية مارقة مثل ايران وكوريا الشمالية، وتنظيمات ارهابية مثل القاعدة وداعش، ودولا منافسة في مرتبة منافسين استراتيجيين مثل الصين وروسيا. والحلّ عنده هو معادلة خلاصتها الضعف هو الطريق المضمون الى النزاع، والقوة التي لا تضاهيها قوة أخرى هي الوسيلة المضمونة لدفاعنا. |
|||||
|