آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

كيف يؤثر الانفتاح السعودي على المسيحيين؟ - روزانا بو منصف(النهار)

الاثنين 12 آذار 2018

 بدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جولة منذ الاحد الماضي قادته بداية الى مصر ثم الى بريطانيا ومنها الى دول اخرى حيث لقيت المواقف التي اطلقها وطبيعة الزيارات والاتفاقات التي عقدها اهتماما كبيرا على المستويين السياسي والاعلامي. الا ان جانبا مهما اكتسبته جوانب من هذه الجولة تمثلت في زيارة ولي العهد السعودي الكاتدرائية المرقسية في مصر حيث التقى البابا تواضروس الاول في اول زيارة لمسؤول سعودي رفيع الى الكنيسة القبطية ومن ثم لقائه في بريطانيا رئيس الكنيسة الانغليكانية اسقف كانتربري في ما اعتبرته مصادر سياسية مؤشرا الى طبيعة المقاربة الجديدة التي يعتمدها الامير سلمان في السياسة التي يخطها لبلاده. وكانت المملكة استقبلت للمرة الاولى في تشرين الثاني الماضي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في اول زيارة لمسؤول ديني مسيحي الى المملكة في ما ربط يومذاك بالرغبة في استيعاب ردود الفعل واعتماد مقاربة جديدة ازاء لبنان ترافقت مع الخطوة الدرامية التي تمثلت باعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض آنذاك. ولذلك لم تتم قراءة خطوة زيارة الراعي بما هو ابعد من الوضع اللبناني وكيفية تأثيرها في الازمة الداخلية التي كانت قائمة. الا ان الزيارتين اللتين قام بهما ولي العهد لرأس الكنيسة القبطية ولقائه مع رئيس الكنيسة الانغليكانية في بريطانيا انما تضفيان ابعادا مختلفة واكثر اتساعا طبعا من الواقع اللبناني على اهميته انطلاقا من ان الكنيسة المارونية في لبنان تملك ابعادا اقليمية ايضا وليست دينية فحسب بل سياسية ايضا، علما ان الجانب المتعلق بالانفتاح على الطوائف المسيحية في لبنان سياسيا لم يكن يوما عقبة في العلاقات مع السعودية التي ارتبطت بعلاقات جيدة مع زعماء مسيحيين كثر. وينبغي الاقرار انه بمقدار ما اثار اسلوب التعاطي السعودي مع استقالة الحريري في تشرين الثاني الماضي ادانة لمقاربة انفعالية اعتبرتها غالبية في الداخل والخارج خاطئة فان الانفتاح السعودي على الطوائف المسيحية لا ينفصل عن جملة اعتبارات في رأي مصادر سياسية قلبت كليا الانطباعات التي سادت قبل اشهر ازاء سياسة ولي العهد السعودي. فهناك وجه آخر للملكة والسياسة التي ينتهجها ولي العهد يحاول الاضاءة عليها بما يمكن ان يساعد الرأي العام الغربي او الخارجي عموما في رؤيته على المستوى الشخصي والخطوات التي يتخذها على صعيد الحكم والتي اثارت تساؤلات كثيرة قبل اشهر كما في الرؤية الى المملكة بعدما كان الانخراط في الصراع على المستوى الاقليمي افسح في المجال كثيرا امام بروباغندا لا يمكن القول انها كانت في مصلحة المملكة. والسياسة المعتمدة من ولي العهد المتمثلة في تحديث وجه المملكة وتطويرها على اسس مختلفة عما هو معهود هي راهنا موضوع متابعة وتشجيع على حد سواء علما ان من عرف السعودية في السابق يقول ان ولي العهد السعودي يستعيد الكثير من زمن لا يمكن القول ان المملكة لم تعرفه بل كان جزءا مهما منها وهؤلاء يتساءلون اذا كان ولي العهد يستعيد الزمن السابق للمملكة بصورة اكثر تطابقا مع التطور ام يدفع قدما نحو مجالات اكثر لم تكن معروفة سابقا.

 


الجانب المتعلق بما يعتبره كثر حملة ترويج لولي العهد وسياساته في دول مؤثرة لا ينفي ان انفتاحه على ما سمي حوارا بين الاديان يثير ارتياحا لكونه لا ينفصل عن ابعاد سياسية مهمة في المنطقة اكان في مسألة الصراع الخليجي مع ايران التي خاضت وتخوض مع النظام السوري ما تم السعي الى ادراجه تحت عنوان حماية المسيحيين في سوريا والمنطقة على قاعدة استهدافهم من ” التكفيريين” او في مسألة المساهمة في توجيه رسائل الى ان الاسلام الذي تمثله المملكة منفتح على الديانات الاخرى وغير مقفل عليها بما يقفل الابواب على اي توظيف من تيارات وقوى اسلامية يصب في خانة تشجيع التشدد الديني وما يستدرجه من اداء وتصرفات كما يدحض الافكار التي تم تعميمها عن وقوف المملكة وراء التشدد او تغذيته. وهذا امر مهم قياسا الى انه جزء مهم من صورة التصقت بسياسات المملكة على وقع الصراع مع ايران في الدرجة الاولى والانخراط في بعض حروب المنطقة علما ان بعضا من هذه الصورة ساهمت فيه الدول الغربية الحليفة للمملكة في بعض الاوقات لاعتبارات مختلفة قد تكون صحيحة او لغاية الضغط لاهداف سياسية او سواها. لكن جزءا آخر من هذا الانفتاح يوجه رسالة طمأنة لناحية الحرص من المملكة وما تمثله من قيادة اسلامية في المنطقة على الوجود المسيحي في المنطقة ان كان عبر لبنان او عبر الزيارة الى الكنسية المرقسية في مصر. وينبغي الاعتراف ان هذه الرسالة تبدو مريحة الى حد كبير للفئات المعنية بها كونه يتم التعبير عنها بهذه الطريقة وبهذه القوة في الوقت الذي يعتبر عبر المصادر ان ذلك يسحب من بعض الافرقاء السياسيين في لبنان ورقة الرهان على احتضان النظام السوري وحلفائه في لبنان والمنطقة للمسيحيين، وهو امر يدفع هؤلاء الى ابراز هذه الحماية او العلاقة الحمائية بين اسباب التحالف مع “حزب الله” او استمرار الرهان على بقاء النظام السوري بذريعة افضليته في هذا المجال. هذا جانب من الصراع الاقليمي لا يجوز الاستخفاف به او اغفاله متى اخذ في الاعتبار كيفية دفاع قوى مسيحية سياسية ودينية عن بقاء الاسد رغم ما ارتكبه في بلاده او كيفية تمسك “حزب الله” بتحالفه مع القوة الاكبر مسيحيا ما منحه غطاء كبيرا ازاء الخارج في محطات كثيرة.




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: