أرشيف
كيف يؤثر الانفتاح السعودي على المسيحيين؟ - روزانا بو منصف(النهار) الاثنين 12 آذار 2018 بدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جولة منذ الاحد الماضي قادته بداية الى مصر ثم الى بريطانيا ومنها الى دول اخرى حيث لقيت المواقف التي اطلقها وطبيعة الزيارات والاتفاقات التي عقدها اهتماما كبيرا على المستويين السياسي والاعلامي. الا ان جانبا مهما اكتسبته جوانب من هذه الجولة تمثلت في زيارة ولي العهد السعودي الكاتدرائية المرقسية في مصر حيث التقى البابا تواضروس الاول في اول زيارة لمسؤول سعودي رفيع الى الكنيسة القبطية ومن ثم لقائه في بريطانيا رئيس الكنيسة الانغليكانية اسقف كانتربري في ما اعتبرته مصادر سياسية مؤشرا الى طبيعة المقاربة الجديدة التي يعتمدها الامير سلمان في السياسة التي يخطها لبلاده. وكانت المملكة استقبلت للمرة الاولى في تشرين الثاني الماضي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في اول زيارة لمسؤول ديني مسيحي الى المملكة في ما ربط يومذاك بالرغبة في استيعاب ردود الفعل واعتماد مقاربة جديدة ازاء لبنان ترافقت مع الخطوة الدرامية التي تمثلت باعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض آنذاك. ولذلك لم تتم قراءة خطوة زيارة الراعي بما هو ابعد من الوضع اللبناني وكيفية تأثيرها في الازمة الداخلية التي كانت قائمة. الا ان الزيارتين اللتين قام بهما ولي العهد لرأس الكنيسة القبطية ولقائه مع رئيس الكنيسة الانغليكانية في بريطانيا انما تضفيان ابعادا مختلفة واكثر اتساعا طبعا من الواقع اللبناني على اهميته انطلاقا من ان الكنيسة المارونية في لبنان تملك ابعادا اقليمية ايضا وليست دينية فحسب بل سياسية ايضا، علما ان الجانب المتعلق بالانفتاح على الطوائف المسيحية في لبنان سياسيا لم يكن يوما عقبة في العلاقات مع السعودية التي ارتبطت بعلاقات جيدة مع زعماء مسيحيين كثر. وينبغي الاقرار انه بمقدار ما اثار اسلوب التعاطي السعودي مع استقالة الحريري في تشرين الثاني الماضي ادانة لمقاربة انفعالية اعتبرتها غالبية في الداخل والخارج خاطئة فان الانفتاح السعودي على الطوائف المسيحية لا ينفصل عن جملة اعتبارات في رأي مصادر سياسية قلبت كليا الانطباعات التي سادت قبل اشهر ازاء سياسة ولي العهد السعودي. فهناك وجه آخر للملكة والسياسة التي ينتهجها ولي العهد يحاول الاضاءة عليها بما يمكن ان يساعد الرأي العام الغربي او الخارجي عموما في رؤيته على المستوى الشخصي والخطوات التي يتخذها على صعيد الحكم والتي اثارت تساؤلات كثيرة قبل اشهر كما في الرؤية الى المملكة بعدما كان الانخراط في الصراع على المستوى الاقليمي افسح في المجال كثيرا امام بروباغندا لا يمكن القول انها كانت في مصلحة المملكة. والسياسة المعتمدة من ولي العهد المتمثلة في تحديث وجه المملكة وتطويرها على اسس مختلفة عما هو معهود هي راهنا موضوع متابعة وتشجيع على حد سواء علما ان من عرف السعودية في السابق يقول ان ولي العهد السعودي يستعيد الكثير من زمن لا يمكن القول ان المملكة لم تعرفه بل كان جزءا مهما منها وهؤلاء يتساءلون اذا كان ولي العهد يستعيد الزمن السابق للمملكة بصورة اكثر تطابقا مع التطور ام يدفع قدما نحو مجالات اكثر لم تكن معروفة سابقا.
|
|||||
|