آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




أرشيف

أخبار التجدد حوار مختارات أخبار يومية

إقالة تيلرسون تفاجئ: مؤشرات التشدد! - رنده تقي الدين (الحياة)

الأربعاء 14 آذار 2018

 انضم وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى قائمة طويلة من المسؤولين الكبار في الادارة الاميركية الذين استقالوا او اقيلوا بعد سنة وشهرين على تسلم الرئيس دونالد ترامب الرئاسة في كانون الثاني 2017، فيما يمكن اعتبار تيلرسون الاعلى موقعا بين مجموعة من غادروا الادارة الحالية حتى الآن. ومع أن العالم اعتاد نسبيا اسلوب الرئيس الاميركي الذي يعلن اهم قراراته في تغريدات عبر التويتر، فإن الامر يبقى مفاجئا الى حد كبير نسبة الى أن الاسلوب الذي يفرضه ترامب يقارب الى حد بعيد اسلوب الزعماء في الدول غير الديموقراطية، فيما لا يتوقعها العالم على هذا النحو من الولايات المتحدة. ولعل الكلام على اقالة تيلرسون ليس مفاجئا كثيرا، باعتبار ان هذا الامر سرب قبل نهاية السنة قبل ان يعود ترامب لينفيه، لكن التناقض او الاختلاف الذي تحدث عنه الرئيس الاميركي على انه السبب في اقالة وزير خارجيته بدا فاضحا في ما اعلنه اخيرا في شأن اللقاء مع رئيس كوريا الشمالية وعلى نحو مفاجئ فيما كان وزير خارجيته يعلن من افريقيا ان الامر مستبعد وغير محتمل في الافق. ويهتم المراقبون بقوة باقالة تيلرسون وتعيين مدير الاستخبارات الاميركية مايك بومبيو مكانه انطلاقا اولا من الاسباب التي عرضها الرئيس الاميركي الذي قال في معرض تبرير هذه الاقالة” بالنسبة الى الاتفاق النووي اعتقد انه رهيب بينما اعتبره تيلرسون، وفق كلام الرئيس الاميركي، مقبولا واردت انا الغاءه او القيام بامر ما بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء ولذلك لم نتفق في مواقفنا”. هذا الكلام وفق مصادر ديبلوماسية مراقبة يؤشر الى رغبة الرئيس الاميركي ان يكون اكثر تشددا في الملف الايراني ودور طهران علما ان الاختلاف في شأن كوريا الشمالية كان واضحا ايضا في المواقف الاخيرة. لكن اذا كان الموقف من الملف الايراني هو السبب الرئيسي فعلا فانه ينبغي توقع موقف حازم للادارة الاميركية اولا ازاء الدول الاوروبية من اجل حضها على اجراء تعديلات على الاتفاق كما على الضغط عليها من اجل توجيه الرسائل االلازمة لايران في هذا الصدد كما فعل وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته الاخيرة الى طهران والتي لا يبدو انه نجح في الحصول على اجوبة ايجابية منها وفقا لما علق عليه المرشد الايراني في هذا الشأن. لكن اذا صح ايضا ان اقالة تيلرسون تتعلق بالموقف من النووي الايراني، فان ذلك يعني ان ايران يجب ان تلمس جدية الموقف الاميركي المفتوح على اتخاذ اجراءات جديدة في ايار المقبل.

 


والكلام على احتمال انه اذا صح ان الاتفاق النووي هو السبب فانما يعود الى تناقض كبير برز في مواقف مسؤولين اخرين في واشنطن بالتزامن مع تبرير الرئيس الاميركي اقالة تيلرسون. اذ نقل عن قائد القيادة المركزية الاميركية جوزف فوتيل تأييده الاتفاق مع ايران معتبرا ان الاتفاق لعب دورا هاما في التعامل مع برنامج طهران النووي. وهو قال وفق ما نقل عنه “ان خطة العمل الشاملة المشتركة لواحد من التهديدات الرئيسية التي نواجهها من ايران ومن ثم فاذا الغيت فسيتعين ان نجد طريقة اخرى للتعامل مع برنامجهم للاسلحة النووية”. وحين سئل اذا كان يتفق مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الاركان المشتركة جوزف دانفورد في ان البقاء ضمن الاتفاق يصب في مصلحة الامن القومي الاميركي قال: “نعم اتفق مع موقفهما”. لكن ترامب اظهر بحسب المراقبين الديبلوماسيين انه هو المقرر وهو صاحب الرأي في هذا الاطار ما يعني ان الرسالة التي يجب ان تصل يجب ان تكون في اتجاهين: احدهما في اتجاه ايران تحديدا عن جديته في اجراء مراجعة شاملة للاتفاق وهو الذي ارفق دوما مواقفه عن الاتفاق بقوله انه اتفاق سيئ. وهو امر يحمل في طياته احتمالات كبيرة لتصعيد في المواقف وربما اكثر من ذلك خصوصا في ظل الرغبة الاميركية في التصدي ليس فقط للاتفاق النووي وطبيعته بل ايضا لنفوذ ايران في المنطقة وذلك انطلاقا من ان ايران ستسعى ايضا الى مواجهة ذلك. والاخر في اتجاه سياسة خارجية اكثر تشددا من جملة ملفات من بينها الملفات المتعلقة بالمنطقة على خلفية ان الديبلوماسية التي كان يقودها تيلرسون لم تكن تلك التي تستجيب لتطلعات ادارة ترامب وبومبيو اقرب الى التعبير عن وجهة نظره او ترجمتها في حد ذاته. هذا على الاقل ما استشرفه المراقبون الديبلوماسيون من التغيير المفاجئ في منصب وزير الخارجية الاميركية اولا من حيث الشكل او الاسلوب المفاجئ من جهة باعتبار ان تيلرسون اضطر الى قطع زيارته الى افريقيا والعودة الى واشنطن علما انه كان تذرع بالغاء بعض الاجتماعات باسباب خاصة قبل ان يختصر جولته والكلام على اقالة على نحو محرج لتيلرسون كما من حيث المضمون الذي ربط بموضوع ايران وهذا يخشى الا يكون بالسهل بل يفتح الباب امام احتمالات كبيرة في الوقت الذي لا يزال العالم يتخبط الى حد كبير بماهية السياسة الخارجية الاميركية التي بدت ملامحها تتبلور نسبيا في الآونة الاخيرة. وثمة من يضيف أيضاً الى الشكل والمضمون توقيت الخطوة على وقع استحقاقي ايار بالحوار مع كوربا الشمالية واتخاذ مواقف من مراجعة الاتفاق النووي أو أيضاً عشية الانتخابات الرئاسية الروسية باعتبار ان لتيلرسون علاقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما ان العلاقات مع روسيا لم تجد طريقها الى التوافقات الكبرى نتيجة التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الاميركية.

 




إطبع     أرسل إلى صديق


عودة إلى أرشيف مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: