ريمون جبارة عن نسيب لحود (النهار)
السبت 11 شباط 2012
لا تزال ذكرى غياب الكبير نسيب لحود طرية في ضمائرنا وقلوبنا وستظل، لأن هذا الوطن سيفتقده وسيفتقد أمثاله القلائل في بلدنا والبلدان الشقيقة ايضاً، هو الذي دلّ بالإصبع على أعدائنا الظاهرين والاعداء المستترين.
لم يكن نسيب لحود عصفوراً يسهل اصطياده ولا نسراً جارحاً يرفرف بيدين تشبهان جناحي النسور الجارحة عند كل إطلالة له على جمهور وهمي. فلا قلّد هتلر ولا قلّد موسوليني ولا من يشبهما من البلديين "تبعنا"، ولا كان فاسداً ليجمّع حوله حزباً من الاقارب والمعارف، هو المفضل على الكل ولا أحد مفضل عليه ولا أعلن آرمة محاربة الفساد وكان فاسداً، بل عاش كل حياته السياسية بلا فساد ولا حتى بشوق الى الفساد. لقد صدق الوزير السابق غسان سلامة حين قال في رثائه إن نسيب لحود كان يجهر بالآراء التي يضمرها.
سيشتاق لبنان الى نسيب لحود، هذا اللبنان المتأرجح بين مواقف النأي والخوف وبين شعب نصفه لبناني والنصف الآخر يليق أن تُسحب الجنسية اللبنانية منه.