آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




مختارات

صراع ما بعد الحرب على داعش - رفيق خوري (الأنوار)

الأربعاء 9 آب 2017

 معركة الجيش اللبناني ضد داعش في جرود القاع ورأس بعلبك ليست مجرد عملية تكمل معركة حزب الله ضد النصرة في جرود عرسال. ولا يبدل في الأمر كون الإرهاب واحداً والأرض واحدة والخطر واحداً. فالمجلس الأعلى للدفاع الذي كان غائباً، بقوة الأشياء، في المعركة الأولى حاضر بقوة في المعركة الثانية. وهو يحدّد أهداف العملية العسكرية، ويفتحها على الفضاء الإستراتيجي الدولي، من حيث كانت أهداف العملية القتالية والتفاوضية ل حزب الله مفتوحة على الفضاء الجيوسياسي الإقليمي.
أما الأهداف، كما جاء في كلام رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، فإنها جزء من التزام الحكومة تحرير الأراضي اللبنانية من الإرهاب. وأما الفضاء المفتوحة عليه، فإنه إلتزام الحكومة التحالف الدولي ضد الإرهاب. وأقل ما يكشف تعقيدات الحرب على الإرهاب هو المشهد في سوريا والعراق، حيث مركز محاربة الإرهاب وتجمّع كل القوى التي تحاربه.
ولم يعد من المفارقات ان تضع أميركا ايران وحزب الله على لائحة الإرهاب، وأن يأتي الردّ منهما بأنها هي أم الإرهاب وصانعة داعش، وان تلتقي اميركا وايران على محاربة داعش في العراق وتختلفان على محاربته في سوريا، ثم ان تتولى موسكو بالتفاهم مع واشنطن إدارة اللعبة.

ذلك ان اللعبة، كما تدار في سوريا والعراق، معقدة ضمن تعقيدات الصراع الجيوسياسي. والانتقال من مرحلة ترك داعش يتوسّع ويتمدّد بسبب الانشغال بقتال سواه، الى مرحلة اضعافه، ثم الى مرحلة القضاء على دولة الخلافة الداعشية، يمرّ بالتركيز على ثلاث مراحل مترابطة ومتزامنة، مرحلة القتال عسكريا وأمنيا. مرحلة المواجهة الفكرية مع الفكر التكفيري والسعي لتجفيف منابع التمويل الداخلي والخارجي للارهاب. ومرحلة ما بعد الحرب على داعش وتحضير البديل منه، وترتيب النظام المؤهل للامساك بالأرض وصناعة التغيير وبناء دولة المستقبل.
والواقع ان الصراع على مرحلة ما بعد داعش في سوريا والعراق ليس أقل أهمية في الحسابات المركبة من الحرب ضد داعش وكل التنظيمات الارهابية. ولبنان ليس مستثنى من مواجهة المراحل الثلاث. والسؤال هو: هل نسترد السيادة وقرار الحرب والسلم مع تحرير الأرض من داعش والنصرة، بحيث تصبح الدولة كما يجب ان تكون: محتكر العنف الشرعي أم نكرّس نهائيا معادلة الشعب والجيش والمقاومة؟ هل نتمكن فعلا من النأي بالنفس عن صراع المحاور وحروبها أم نستمر مسرحا لصراع المحاور والتسابق الاقليمي والدولي على النفوذ؟
الجواب الظاهر مقلق لأطراف ومريح لأخرى. والرجاء ألاّ يكون المخفي أعظم. لكن انتصار الجيش بداية عظيمة.


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: