آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




مختارات

لبنان وصراع المحاور: خطورة الحسابات الخاطئة - رفيق خوري (الأنوار)

الخميس 10 آب 2017

 الرئيس سعد الحريري يعيد التأكيد أمام مجلس الوزراء على أهمية النأي بالنفس كسياسة عامة للحكومة، وعدم توريط لبنان في صراع المحاور. وهذا، منذ بدأت حرب سوريا وتحولات الربيع العربي، ما صار من ثوابت الخطاب الرسمي اللبناني. إذ تكرر بالتعابير نفسها أو بتعابير مشابهة ومتقاربة في اعلان بعبدا أيام الرئيس ميشال سليمان والذي تبناه مجلس الأمن، وفي بيانات حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وبيانات حكومة الرئيس تمام سلام وخطاب القسم في بدء ولاية الرئيس ميشال عون والبيان الوزاري لحكومة الحريري. وهو نظريا، في ظروف لبنان والمنطقة حاليا، الوضع المثالي للوطن الصغير على أساس الحكمة التقليدية القائلة: عند تغيير الدول إحفظ رأسك.

 


لكن الوضع الواقعي ليس كذلك. لا فقط على الصعيد الرسمي، حيث توضع المواضيع الخلافية تحت السجادة في الحكومة التي سماها رئيسها حكومة ربط نزاع، بل أيضا على الصعيد الشعبي. فالتجارب أكدت صعوبة التطبيق الفعلي لسياسة النأي بالنفس عن أحداث سوريا وعن مسائل مرتبطة بادارة الأمور اليومية في العلاقات اللبنانية - السورية، ولو كانت السلطة خالية من طرفين قويين: واحد مع النظام وآخر مع المعارضة. والوقائع كشفت، لا فقط ان السياسات الاقليمية تعمل على توريط لبنان في صراع المحاور بل ايضا ان قوى لبنانية اساسية متورطة مباشرة في صراع المحاور.
حتى الجدل حول مدى سيطرة حزب الله على قرار السلطة، فانه يصطدم بالعجز عن تغيير ما يشكو منه اكثر من طرف واللجوء الى تبرير قوامه ان الحزب صار قوة اقليمية فوق قدرة لبنان على المعالجة. والحزب منخرط في حرب سوريا كجيش الى جانب النظام ودفاعا عن محور الممانعة، من دون ان يعبأ بمواقف المعترضين والنأي بالنفس كسياسة عامة للحكومة. لا بل يراهن على انتصار محور الممانعة في سوريا والعراق واليمن وتأثيره في مصير لبنان.
ولا مجال لتغطية الواقع حتى بمواقف سيادية قوية لدى أطراف في السلطة وخارجها. فنحن جزء من لعبة الصراع الجيوسياسي في المنطقة بين المحاور الاقليمية والدولية، وان لم نكن الى اليوم جزءا من الملعب لحسابات واسباب تخدم مصالح الكبار في المنطقة والعالم. ونحن بشكل خاص، محكومون ومتأثرون بصراع المحورين الايراني والسعودي.
لكن التحولات في المنطقة أكبر منها، لا فقط من لبنان، وأخطر مما نتصور. ولا أحد يعرف، وان كان يتصرف على اساس انه واثق، كيف تنتهي اللعبة التي تديرها مباشرة روسيا واميركا. والخطأ في الحسابات والرهانات بالغ الكلفة وربما مصيري.


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: