آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




مختارات

أبعد من السجال ومن الاتفاق النووي - رفيق خوري (الأنوار)

الجمعة 22 أيلول 2017

 دورة الأمم المتحدة فرصة مزدوجة: واحدة للسجال بين قادة الدول من على منبر الجمعية العمومية. وأخرى للحوار والتفاهمات في الغرف المغلقة. أمس ردّ الرئيس حسن روحاني بخطاب ثقافي روحي على الخطاب السياسي الهجومي للرئيس دونالد ترامب الذي وصف ايران بأنها دولة مارقة. فهو أعاد التذكير بتاريخ بلاده قبل الاسلام لجهة انقاذ اليهود من السبي في بابل مفاخرا بأن سفراءها في العالم هم الشعراء حافظ وسعدي والرومي. وهو أكد ان ايران تستخدم القوة الناعمة لنشر نفوذها في الخارج، والقوة الصلبة الممثلة بالصواريخ للدفاع عن النفس وردع الأعداء. ولم يتردد في مدّ اليد للحوار مع الجميع، وهو يساجل أطرافا مارقة جديدة في السياسة.

 

 

لكن الواضح أن المسألة بين أميركا وايران أكبر من الاتفاق النووي وأبعد من السجال بين ترامب وروحاني. فما تبدّل ليس فقط الادارة التي شاركت في التفاوض على الملف النووي بل أيضا الرهانات الجيوسياسية التي قادت الى الاتفاق. وما اكتشفه ترامب بعد التزامه تمزيق الاتفاق الذي لا يزال يراه من أسوأ الاتفاقات، هو استحالة اجراء تعديلات على اتفاق بين مجموعة ٥١ وايران، والكلفة الكبيرة لخروج أميركا من الاتفاق.
ذلك ان الرئيس باراك أوباما اعتبر ان الاتفاق النووي وسيلة وغاية معا. الغاية هي بالطبع شراء سنوات لامتناع طهران عن امتلاك سلاح نووي وتنظيم الرقابة الدولية على أنشطتها. والوسيلة هي، كما قال في النيويورك تايمس بن رودس نائب مستشاره للأمن القومي، ايجاد مساحة لأميركا بحيث تتمكن من عملية فكّ ارتباط كبيرة في الشرق الأوسط والابتعاد عن النظام القائم للتحالفات مع دول مثل السعودية ومصر واسرائيل وتركيا. كانت ايران مركز القوس في سياسة أوباما، وكانت تعليماته لوزير خارجيته جون كيري ملحة: اعمل كل الممكن للتوصل الى اتفاق. وكان يتصور ان الاتفاق يفتح الطريق الى التفاهم مع ايران على القضايا الاقليمية. وهو بالطبع ما رفضه المرشد الأعلى علي خامنئي.
وعلى العكس، فان ترامب رأى قبل الرئاسة في كتاب له تحت عنوان عظيمة ثانية: ان من الخطأ التمييز بين الراديكالية السنية والشيعية وان ايران تمثل ما يصبحه داعش اذا حقق سيادة حقيقية. وما يريده حاليا ليس فقط التخلص من الاتفاق بل أيضا ضرب النفوذ الايراني في المنطقة مع القضاء على داعش.
لكن المسألة ليست ما يريد ترامب فعله بل ما يستطيع فعله من دون كلفة كبيرة، وما يجب ألاّ يفعله. واللعبة طويلة ومتحركة، بصرف النظر عن حديث الانتصارات في المشهد الحالي.


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: