آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




مختارات

نسيب لحود - إميل خوري (مجلة الاقتصاد والاعمال)

الجمعة 24 شباط 2012

عندما كانت معركة الانتخابات الرئاسية مفتوحة زرت البطريرك الكاردينال صفير في بكركي ورحت أعرض عليه أسماء المرشحين المحتملين. وعندما وصلت الى اسم نسيب لحود، رفع يديه نحو السماء قائلاً: "يا ريت ..."
لكن كلمة "يا ريت" لم تعمّر بيت أحلام اللبنانيين ليروا نسيب لحود في القصر وليس في اللحد ...
لست في حاجة الى تعداد صفات الراحل الكبير لأنني ابقى مقصراً، ولأن أسمى رجال دولة أمثاله، قد باتوا قلة في أيامنا البائسة، بل أقول إن من يبكونه من أعماق قلوبهم ويشعرون بأنهم خسروه هم أصدقاؤه الخلص الذين لم يتنكر لهم يوماً ولم يخنهم ولو للحظة. ولم يتخلوا هم عنه ولا دقيقة ... هؤلاء الأصدقاء الأوفياء الذين لم يكن يقدم أي صديق آخر عليهم هم:
- الضمير الحي الذي لا يُباع ولا يُشترى
- نظافة الكف واللسان هو ما بتنا نفتقدهما في هذا الزمن الرديء
- العدالة في الحكم والإعتدال في المواقف
- الجرأة في قول الحق، والحقيقة أن تقال لا أن تعرف فقط
- الخصومة بشرف، والمولاة بوعي وإدراك
- القوة الهادئة والهدوء القوي
- الثوابت الوطنية التي لا تتبدل مع تبدّل الظروف ورياح المصالح والمنافع
- الحرية التي لا تسمح بأن ترتكب الجرائم بإسمها
- الديمقراطية التي تأبى أن تزيف وتمسخ
- قمم النجاح التي تسلقها في كل الميادين السياسية والإقتصادية والإعمارية، ولم يصب بدوارها ولم يهبط منها بل سقط وهو في ذراها
- الشرف الذي شرفه الإنتماء اليه
- الصدق في القول والفعل والعمل
- الشهامة التي لا ظهر لها ينحني إلا أمام الله
- المحبة السخية التي تعطي ولا تأخذ
- الكرامة التي لا يعرف تفريطاً بها
- شجرة مثمرة لم ترشق مرة بحجر
هذه الصفات السامية وغيرها هي التي زرعت شجرة نسيب لحود فأصبحت باسقة وأعلت قامته وجعلته عملاقاً في زمن كثر فيه الأقزام ...
هذه الصفات، هي التي تبكيه لأنها خسرت بخسارته من كان شريان حياة لها وقلبها النابض.
 


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: