آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




مختارات

حب وزواج..على الطريقة الفرنسية - ساطع نور الدين (المدن)

الأربعاء 26 نيسان 2017

 عندما يتقلد ايمانويل ماكرون الذي لم يبلغ الاربعين من العمر رئاسة فرنسا الشهر المقبل، كما هو مرجح، لن يكون الفرنسيون قد قدموا مثالاً جذاباً على حداثة دولتهم العريقة وحيوية مجتمعهم ، بقدر ما طرحوا تعريفاً جديداً للاجتماع الفرنسي (والغربي) يكاد يبدو وكأنه ثورة على مفاهيم ومعايير سادت منذ الثورات الاجتماعية_السياسية التي شهدتها بلادهم (وقارتهم الاوروبية) في ستينات وسبعينات القرن الماضي. إختار الفرنسيون مرشحاً ثم رئيساً شاباً يمثل نموذجا فريداً، نادراً، عن علاقة الرجل بالمرأة، اللذين حققا الكثير من المنجزات المشتركة في ظل الحريات الفردية والاجتماعية المكتسبة في العقود الخمسة الماضية، والتي كانت بمثابة تطور باهر للحضارة الانسانية، خرق الكثير من العقد والقيود التاريخية.. التي لا يمكن تفكيكها بدخول ماكرون الى قصر الاليزيه من زوجته التي تكبره بربع قرن، ولا يمكن الزعم بأنها قفزة نحو مرحلة ما بعد الحداثة في مؤسسة الزواج البالية، التي آن الاوان لتحطيم صورتها التقليدية الموروثة منذ فجر التاريخ! في فرنسا، كما في مختلف أنحاء العالم، تقدير عالٍ لخصوصية ذلك الزواج الغريب بين ماكرون ومعلمته بريجيت، وإحترامٌ لعلاقة الحب التي تربطهما منذ ربع قرن أيضا، لكنه لا يحجب الهمس الكثير، بل حتى الهذر الشديد من ذلك الرباط الزوجي النادر، الذي لم يعد قضية شخصية، فردية، خاصة، بقدر ما اصبح مسألة إجتماعية - سياسية تفرضها هذه الحالة الرئاسية المختلفة، التي تؤثر على عملية صناعة القرار الفرنسي، الاوروبي، والدولي. والى أن تتغير المعايير العالمية السائدة للإقتران بين الرجل والمرأة، أو حتى بين المثليين، يمكن القول أن إرتباط ماكرون وبريجيت هو في الظاهر زواج ضد الطبيعة البشرية، وضد الشروط الفيزيولوجية للزوجين معاً.هذا حسب علوم الصحة ودروس الجسد وأعضائه كافة من دون إستثناء. أما علم النفس فإن تحليله الدقيق لمثل هذا الزواج يمكن ان يؤدي الى ما لا يخدم الزوجين، بل قد يوصي بعلاجهما فوراً.. كما يمكن ان يؤدي الى ما لا تحمد عقباه على الدولة الفرنسية ومؤسساتها وأجهزتها. ما يربط بين الزوجين الرئاسيين الفرنسيين، ليس حباً جارفاً، او شغفاً عميقاً، هو أقرب الى العطف المتبادل والشفقة المكبوتة. والمرجح أن الزوج ايمانويل يكن الكثير من الكراهية والاحتقار لوالديه، وما زال يضمر الرغبة بتحديهما، وبتحطيم تقاليدهما. وهو ما ينطبق على السيدة بريجيت، التي قررت بلوغ اقصى درجات التمرد ، على محيطها العائلي والاجتماعي، (الارستقراطي) عندما غررت بفتى في الخامسة عشرة من عمره، وتركت من أجله ثلاثة أولاد أحدهم يكبره سناً. ما قيل حتى الآن عن ذلك الزواج ، تضمن الكثير من النفاق، بدعوى أنه شأن خاص جداً، او أنه من علامات مرحلة "ما بعد الحداثة"التي لا تخص التقلديين او الماضويين، الذين يظنون أنه كان بإمكان إيمانويل أن يظل وثيق الصلة ببريجيت كمعلمته ومرشدته وملهمته، ويحتفظ لنفسه بما توفره الطبيعة ويتطلبه الجسد. كما كان بإمكان زوجته_جدته، ان تظل أقرب الناس اليه، وأصدقهم، وان تطلق سراحه كزوج وتحتفظ به كصديق حميم، تعرف أكثر منه أن غرف قصر الاليزيه وغيره من القصور والمواقع الرئاسية تتسع لأكثر من سيدة في عمر زوجها أو في جيله..بدلا من أن تكون سبباً في فضح غرائزه يوما ..أو في كشف ميول مكبوتة، منذ أن كان عمره 15 عاماً. لن يكون الزوجان الرئاسيان الفرنسيان مثالاً جديداً على التسامح الاجتماعي الفرنسي المميز فعلا الذي سبق ان غض الطرف عن صولات وجولات وعلاقات حب وجنس لرؤساء وسيدات أولٍ، كانوا يخرقون الاعراف الرئاسية والتقاليد الزوجية، بطريقة طبيعية جداً جداً.. لا يُخشى أن يتحول هذا الزواج الفرنسي الفريد، إلى عرف او تقليد، لأن التاريخ حافل بزيجات مشابهة، زاد فارق العمر فيها على ربع قرن، ولم تصبح شائعة، او مقبولة..برغم انها كانت في معظمها معاكسة لحالة ايمانويل وبريجيت، وكانت (ولا تزال ) تعترف بقران كهل من طفلة. - See more at: http://www.almodon.com/opinion/2017/4/26/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%A9#sthash.gR6dnDHK.dpuf


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: