آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




مختارات

موسم استراتيجيات في محور الاعتدال - رفيق خوري (الأنوار)

الثلاثاء 23 أيار 2017

العناوين كبيرة جدا في اعلان الرياض بعد ثلاث قمم مع الرئيس دونالد ترامب: موسم استراتيجيات. شركة وثيقة لمواجهة التطرّف والارهاب بين أميركا و٥٥ دولة عربية واسلامية. اعلان نيّات بتأسيس تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي. الترحيب بتأسيس مركز عالمي لمواجهة الفكر المتطرّف ومقرّه الرياض. والترحيب باستعداد عدد من الدول المشاركة في التحالف الاسلامي العسكري لتوفير قوة احتياط قوامها ٣٤ ألف جندي لدعم العمليات ضد المنظمات الارهابية في العراق وسوريا عند الحاجة. وهو ما تصور مسؤولون في واشنطن انه نواة ناتو اسلامي بقيادة الباكستان.
لكن ما يعطي العناوين محتواها العملي هو رسم الخطط للتنفيذ وترتيب آليات المتابعة والبحث. فالمطلوب إقامة ورشة واسعة ودقيقة لئلا يبقى قول ترامب اننا نرسم التاريخ من جديد شطحة في خطاب. والحاجة ملحّة الى رسم استراتيجيات واقعية تنطلق من الثوابت وتتكيّف مع المتغيرات في اطار التزام ترامب مواجهة التهديدات المتغيّرة باستراتيجية تعتمد على الخبرة والتقدير الجيّد. والتحدّي ليس فقط العمل الجماعي في مكافحة الارهاب بل أيضا التعاون الاقليمي والدولي والعمل داخل كل دولة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية، ووضع خطط واضحة لرسم مستقبل الشباب.

ولم يكن من المتوقع طبعا في القمة العربية الاسلامية الأميركية فتح ملف المشاركة السياسية في السلطة، ولا الاشارة في الاعلان الى تسوية الصراع العربي - الاسرائيلي، مع انهما يغلقان أبوابا مفتوحة على أخذ الشباب الى التطرّف. فالمهم لدى القادة هو تجديد الخطابات الفكرية والدعوة الى التسامح والمحبة والرحمة، والأهم هو تكريس محور الاعتدال في مواجهة التطرّف والارهاب بكل أشكاله، مع وضع الجميع في سلّة واحدة: ايران، حزب الله، داعش، القاعدة، حماس وجماعة الحوثي.
وكما في محور الاعتدال كذلك في محور الممانعة: تركيز على الارهاب، مع اتهام كل محور للآخر بأنه داعم للارهاب، لكن الارهاب، على خطورته، ليس المشكلة الوحيدة في الشرق الأوسط. فلا هو كل عناصر الأزمات في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن. ولا مواجهة الارهاب عسكريا وأمنيا في مناخ توتر طائفي ومذهبي سوى وصفة للمزيد من حدّة العصبيات الطائفية والمذهبية ولظهور تنظيمات ارهابية أشدّ تطرّفا من التنظيمات الحالية.
والسؤال، وسط التركيز على تدخل ايران في الشؤون الداخلية العربية وتوسيع نفوذها ودعمها للارهاب بالسلاح والمال هو: ما هي الخطط الأميركية العربية الاسلامية لتنفيذ الموقف الاستراتيجي ضد الارهاب الايراني؟ كيف ترد طهران على التحدّي: بما سمّاه الرئيس حسن روحاني التفاعل مع العالم الذي اختارته الأمة الايرانية في الانتخابات الرئاسية أم بكل أشكال المواجهة؟ بالعمل المباشر أم من خلال الحلفاء والوكلاء؟
لبنان محكوم بالتحسب، أكثر من سواه، للجواب. 


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى مختارات       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: