أرشيف
عون يواجه الحريري منفرداً: من ينقذ التسوية الرئاسية؟ - هيام القصيفي (الأخبار) الأربعاء 18 تموز 2018 كلما انقضى أسبوع على تكليف الرئيس سعد الحريري، زادت العقد وكثرت العثرات. فمن توزع الحقائب، انتقل الخلاف إلى الرئاستين الأولى والثالثة، لتطرح أسئلة حول التسوية الرئاسية. هل من ينقذها؟ حين سأل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي «من الذي وضع العرف بأن كل أربعة نواب يحق لهم بوزير واحد»، كان يعرف حقيقة إلى أين يصوب أسئلته. استكمل ذلك بسؤال آخر: كيف لا يمكن توزير شخصيات لها وزنها ولو لم تكن ممثلة في المجلس النيابي، ولماذا لا يحق لحزب ما أن يتمثل بوزير له قيمته المعنوية والفكرية ولو لم يحصل هذا الحزب على أربعة نواب؟ يلتقي سؤال الراعي الأخير مع ما يطرحه مرجع سياسي كبير «ما الذي يمنع وفق ذلك تشكيل كتلة من نائبين مسيحيين من تكتل ما، مع نائبين مسلمين من تكتل آخر، (وهو ما يتداول به حالياً)، فهل يحق لهذه الكتلة الجديدة أن تتمثل بوزير في الحكومة الجديدة»؟.
فموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من رئيس الحكومة سعد الحريري وتصرف وزير الخارجية جبران باسيل، بات يثير نقزة تيار المستقبل ودار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين وخلفهم الشارع السني، بما يتعدى موضوع الحكومة، ولا يصب ذلك في مصلحة رئاسة الجمهورية والتسوية الرئاسية. فهل من المفيد أن يستعيد عون ووزير الخارجية الخطاب العوني تجاه رئيس الحكومة وما يمثل من واقع سني، كما حصل بعد عام 2005، لا سيما أن ما ينقل عن عون في مجالسه لم يعد سراً ويثير حفيظة الحريري ومحيطه إلى حد طلب توضيحات حول حقيقته. فإن يتبنى عون مطالب شخصيات سنية معارضة لتيار المستقبل وتمكنت من الفوز في الانتخابات، لا يعني أنه بمقدوره أن «يستضعف» الحريري الذي حاز أكبر كتلة نيابية سنية، خصوصاً في ضوء اصطفاف المرجعيات الدينية والسياسية الأولى في الطائفة. لا يمكن وفق ذلك التقليل من حجم التكتل الذي يقف وراء الحريري، ولا يصب في مصلحة رئاسة الجمهورية أن تكون ضده، لا سيما أن الحريري عاد ليحظى اليوم بدعم سعودي معزز، ومن المبكر القول إن عون يرغب في توتير العلاقة مع السعودية. يمكن هنا الإضاءة بقوة، بحسب مصدر سياسي مطلع، على دور رئيس المجلس الذي كان يتوقع البعض أن يواجه وزير الخارجية جبران باسيل قبل الانتخابات النيابية بعد الانتقادات التي شنها الأخير عليه. لكن بري استوعب الوضع بهدوء، ولم ينسحب من التفاهمات النيابية، ومرر مرحلة انتخابات المجلس وهيئاته، بأكبر قدر من الاستيعاب. كان بري يعرف تماماً ومنذ أن أصبح نادر الحريري خارج الصورة، أن الحريري في طريقه إلى تغيير الطريق الذي سلكها منذ التسوية الرئاسية، وأنه مقبل عاجلاً أم آجلاً على مواجهة مع العهد ووزير خارجيته. استوعب بري صعود باسيل وإيكال عون إليه مهمة إدارة شؤون الدولة، وجلس يتفرج على الحريري يخوض أولى مواجهاته معهما سوياً. ليس تفصيلاً أن يكون طرفان من خارج التسوية الرئاسية، أي بري وجنبلاط، على مسافة من العهد، وأن اثنين من أركانها، أي الحريري وجعجع، يقفان سوياً ضد أسلوب عون وباسيل في تشكيل الحكومة. وهذا يضع التسوية كلها في مهب الريح. |
|||||
|