حركة التجدد: تورط حزب الله في سوريا قد يغير وجه لبنان
والحزب مطالب بخطوة جريئة لوقف الانزلاق نحو الهاوية
الجمعة 14 حزيران 2013
عقدت اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديموقراطي جلستها الاسبوعية برئاسة رئيس الحركة كميل زيادة وحضور الاعضاء، وأصدرت اثرها البيان الآتي:
لم يعد من المبالغة القول ان لبنان ينزلق بخطى حثيثة نحو الهاوية بعد اعلان حزب الله مشاركته في الحرب الضروس الدائرة في سوريا. والمؤشر الاخطر على هذا الانزلاق هو حال الحرب شبه اليومية التي تعيشها منطقة البقاع الشمالي مؤخرا والمتكونة من خليط متفجر يشمل القصف المتبادل عبر الحدود اللبنانية-السورية والذي يطال بشكل رئيسي اماكن وتجمعات سكنية ومدنية، والاشتباكات والمناوشات الحدودية الدامية المتزامنة مع القصف، فضلا عن تكرار حوادث الخطف والقتل لمدنيين على خلفية مذهبية وطائفية خطيرة، واستمرار تدفق النازحين الفارين من جحيم الموت في سوريا واضطرارهم للجوء والاقامة في مناطق ذات هوية مذهبية محددة باتت تغص بسكانها وبالوافدين اليها.
هذه الاوضاع تعيشها، وان بشكل جزئي او متقطع، مناطق لبنانية أخرى، خصوصا عكار وطرابلس، وتضاف فوق ازمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة تعصف بكل المناطق والقطاعات وتهدد معظم اللبنانيين في لقمة عيشهم لا بل تطاردهم الى اماكن اغترابهم البعيدة والقريبة. والاخطر من هذا وذاك هو التفكيك المريع لمؤسسات الدولة وتعطيل آليات الحكم، تحت وطاة التهديد باستخدام العنف او عبر الابتزاز المذهبي والطائفي وغالبا على يد المؤتمنين على هذه المؤسسات والمولجين حسن تسييرها. وابلغ مظاهر هذين التفكيك والتعطيل هو منع تشكيل حكومة وفقا للقواعد الدستورية، وتأجيل الانتخابات النيابية الى اجل غير معروف، واحداث الفراغ تلو الآخر في الاجهزة الامنية والعسكرية والقضائية، وصولا الى التباهي بتعطيل ارفع سلطة دستورية-قضائية اي المجلس الدستوري عبر الضغط على بعض اعضائه بذرائع مذهبية مقيتة وواهية وارغامهم على تعطيل نصاب انعقاد هذا المجلس. وهناك جهود يومية حثيثة تبذل لتعطيل الدور الدستوري المسؤول الذي ما زال رئيس الجمهورية يحاول الاضطلاع به، مع خشية جدية من امتداد شبح الفراغ في الربيع القادم الى موقع رئاسة الجمهورية.
هذه التطورات الخطيرة تتم كلها على ايقاع جر لبنان الى آتون الحرب السورية، من المحاولات الدؤوبة المتواصلة منذ فترة لتفجير الاوضاع داخل لبنان وعند الحدود وصولا الى اعلان حزب الله مؤخرا الزج بنفسه وبلبنان كله في هذه الحرب، بعدما كان قد اوحى بداية انه يكتفي بالدعم المحدود للنظام السوري وانه قابل للتعايش مع مبدأ "النأي بالنفس". هذا التفرد غير المسبوق بحدّته في شأن مصيري من هذا النوع يخشى ان تكون له اقسى العواقب، الداخلية من حيث مفاقمة التوتر المذهبي والطائفي، والخارجية من حيث عزل لبنان دوليا وخلق عداوة غير مبررة مع غالبية الشعب السوري وغالبية العالمين العربي والاسلامي، واستيراد العنف والقتل الى ربوع لبنان وما بين ابنائه.
ترى حركة التجدد ان هذه المخاوف المصيرية تستدعي كلاما صريحا مع حزب الله ودعوة مباشرة له للتوقف مليا عند المخاطر المحدقة بنا جميعا من جراء هذا الانزلاق، وللقيام بخطوة جريئة قد تكون ما زالت ممكنة الآن وقد تصبح فائقة الصعوبة مع مزيد من التورط. كما انها تستدعي مصارحة مع كل القوى المتحالفة مع حزب الله بأن الامر لم يعد يتعلق بمكسب سياسي من هنا او منصب وزاري من هناك بل ان ديناميات انخراط الحزب في الحرب السورية قد تغير وجه لبنان وكيانه الى غير رجعة.