أرشيف
ماونتن لـ"النهار": "داعش" تهدّد المدنيّين وعلى لبنان استقبال الهاربين أحداث عرسال مقلقة ولدعم اقتصادي - اجتماعي حفاظاً على الاستقرار الثلاثاء 19 آب 2014 ريتا صفير
يمسك روس ماونتن بالملف الانساني اللبناني – السوري وحتى العراقي.
فالمنسق الانساني في لبنان عايش عن كثب المسألة العراقية، ابان الغزو الاميركي، وبعيد التفجير الذي استهدف مقر الامم المتحدة في بغداد عام 2003. آنذاك، تسلم "امانة" تمثيل الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان، اثر مقتل "صديقه" سيرجيو فييرا دي ميللو. في حوار مع "النهار" لمناسبة "اليوم العالمي للعمل الانساني"، تحدث ماونتن عن مقاربة المجتمع الدولي للازمة الانسانية السورية – اللبنانية، مشيرا الى ان "لبنان حظي بدعم مهم للجيش والقوى الامنية، الا انه يحتاج الى دعم في المجال الاقتصادي والاجتماعي"، ورأى ان ذلك يمثل "جزءا من التحدي الذي يساهم في مواصلة الحفاظ على الاستقرار". وفي ما يأتي الحوار: رفض وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من بغداد الدعوات الى استقبال اي عراقي نازح . ما هو موقفك؟ - شكل لبنان ملجأ لعدد من العراقيين سابقا وهناك قدوم حديث لهم نتيجة ما يحصل في شمال العراق. نأمل في ان يواصل لبنان استقبال الهاربين من العراق بسبب المخاطر الامنية على حياتهم". حتى لو أثر ذلك على ديموغرافيا البلاد وجغرافيتها نتيجة انتهاكات "داعش" ضد المسيحيين والايزيديين؟ "نتحدث عن افراد خسروا كل شيء وحياتهم في خطر. آمل في ان يتواصل تطبيق التقليد اللبناني لجهة الانفتاح على قبول هؤلاء الناس موقتا. ويظهر ان "داعش" شكلت تهديدا للمدنيين وعنصرا مساهما دفع هؤلاء الى مغادرة العراق في اتجاه كردستان وحتى سوريا. هناك 11 مليون سوري محتاج داخل سوريا و3 ملايين لجأوا الى الدول المجاورة. كيف تقارب الامم المتحدة الازمة الانسانية اليوم؟ - من وجهة النظر اللبنانية، يبدو ان الامر المقلق هو التأكد من ان المساندة الانسانية التي يتطلبها المحتاجون داخل سوريا متوافرة. اذكّر ان هناك 6,5 ملايين نازح في الداخل السوري. لدينا 1.2 مليون لاجىء في لبنان ولا نحتاج الى عدد اكبر. يسعى زملائي الى توفير المساندة في المناطق التي تخضع لسيطرة الحكومة، وعبر الحدود، والى الداخل السوري حيث لا سيطرة للحكومة، بعد القرار الاخير لمجلس الامن (2139). ألا توجد مقاربة واضحة للحكومة اللبنانية في هذا المجال؟ - اقرت الحكومة بالضغط الذي يتحمله لبنان وبالحاجة الى التعامل مع أبعاد المسألة. اتطلع باعجاب الى تعامل السكان مع هذا التدفق الكبير ولا اعرف اي دولة شهدت ضغطا مماثلا. زرت اوروبا اخيرا في محاولة للفت الانتباه الى حاجة لبنان الى المساندة، ليس فقط مع السوريين او الفلسطينيين، بل لجهة المجموعات اللبنانية الفقيرة والتي تتحمل ضغطا. حاولت شرح ماذا تعني نسبة 25 في المئة (من اللاجئين) في بقية الدول. وكأننا نتحدث عن 20 مليون اجنبي دخلوا المانيا او 4 ملايين اجنبي في هولندا. هذه ارقام مذهلة (...). تعامل لبنان مع المسألة بدا مذهلا الا ان هناك حدودا. نناشد المجتمع الدولي ان يعترف بالحمل الثقيل الذي تحمله لبنان وتقديم المساعدة". أي نوع من المساندة الدولية تعني؟ - تلقى لبنان 30 في المئة من الدعم الذي طلبه. نتطلع الى دعم اضافي من الجهات الغربية المانحة التي كانت كريمة، وكذلك من مانحين آخرين في المنطقة. هناك حاجة كبيرة الى الموارد". تعني الدول العربية؟ - آمل في ترجمة النية الحسنة التي تم التعبير عنها حيال لبنان، بدعم اضافي. حظي لبنان بدعم مهم للجيش والقوى الامنية، الا ان البلاد تحتاج الى دعم في المجال الاقتصادي والاجتماعي ايضا. وهذا جزء من التحدي الذي يساهم في مواصلة الحفاظ على الاستقرار. الا تعتبر ان احداث عرسال أثرت على المقاربة اللبنانية حيال اللاجئين السوريين؟ - الامر مقلق جدا. انا واع لما قيل في الاعلام وهو ان اناسا من المخيمات قدموا بعض الدعم، كما ان لبنانيين من عرسال شاركوا في توفير المساندة. هذه مقاربة مقلقة، ولا سيما ان التصرفات ككل قد تولد تشنجا. اذا شارك افراد سوريون في القتال، فيفترض تحديدهم (...) سجل لبنان مميز ويجب ان يشكل السعي الى المحافظة على السلام الاجتماعي هدفا للجميع. كيف تساهم سياسة الحدود المفتوحة في توفير منافذ انسانية للشعب السوري؟ - (...) من المؤسف ان الوضع في سوريا يبدو غير مستقر، وهناك مئات من القتلى اسبوعيا. نتطلع الى ادارة للحدود تسمح لاولئك الذين يبحثون عن ملجأ ومخولين بأن يكونوا لاجئين، بالعبور. هل عاد خيار بناء المخيمات الى الواجهة؟ - لا قاعدة ذهبية في هذا المجال. من الواضح ان 1,2 مليون لاجىء لن يقطنوا مخيمين او ثلاثة، انما قد يشكل ذلك مخرجا لازالة الضغط عن المجموعات التي تفتقد توازنا. وتشكل عرسال مثلا لأهمية توفير الحماية وتحقيق تمييز بين اللاجئين الذين يحتاجون الى دعم انساني واولئك المرتبطين بالنزاع المتواصل. وهذه مسائل تحدد اين يجب بناء مخيمات (...) المجتمع الدولي جاهز لتحديد الوسائل المناسبة لادارة الازمة. ثمة 3 اقتراحات لبناء مخيمات، داخل الاراضي اللبنانية أم السورية أم على الحدود؟ - بناء مخيمات في سوريا يتعلق بالسلطات السورية، وبما ان هناك 6,5 ملايين نازح داخل سوريا، اعتقد ان ذلك قد يشكل اولوية لابقاء النازحين ضمن الحدود. يجب ان تكون المخيمات بعيدة من المواجهة، ما يعني انه يجدر بها ان تكون الى حد ما بعيدة من الحدود. الامر يتطلب حماية، كما علينا تفادي المشكلات التي نشأت في عرسال. طالب اطراف بالتفاوض مع النظام السوري، هل يعد ذلك خطوة شرعية؟ - المسألة تتعلق بالحكومة اللبنانية. هناك مشكلة حقيقية تحتاج الى حل. اعلنت مساعدة الامين العام للشؤون الانسانية فاليري آموس من طهران ان انقسام المجموعات المسلحة والعوائق الادارية التي يفرضها النظام السوري تعوق ايصال المساندة الانسانية؟ - (...) من اهم المبادىء الانسانية التي نعمل بموجبها هي الحياد وعدم الانحياز والانسانية والاستقلال. نسعى الى توفير المساندة لأي محتاج سواء كان ذلك في غزة او سوريا او العراق، ولا سيما ان المدنيين يدفعون ثمن المواجهات. نحتاج الى منافذ. هناك مجموعات مسلحة منقسمة ولا تفهم كيف نعمل (...) وفي بعض الاحيان لا يبدو النظام حذرا. ناشدت آموس ايران المساعدة في توفير منافذ انسانية؟ - ثمة حاجة الى ان نكون في سوريا والى توفير المساندة الانسانية بمساعدة حكومات المنطقة وخارجها. rita.sfeir@annahar.com.lb Twitter:@SfeirRita
|
|||||
|