نسيب لحود
"نسيب لحود ذكرى وعبرة" ندوة لحركة التجدد في ذكراه الثالثة الجمعة 6 شباط 2015 نظمت حركة "التجدد الديموقراطي" ندوة بعنوان "نسيب لحود ذكرى وعبرة" في الذكرى الثالثة لغيابه، مساء اليوم في فندق "فينيسيا"، شارك فيها وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج والكاتبان سمير عطالله وزياد ماجد، وأدارتها الاعلامية جيزيل خوري. حضر الندوة الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالوزير السابق ناظم الخوري، الرئيس أمين الجميل ممثلا بالنائب فادي الهبر، الرئيس حسين الحسيني، النائب عاطف مجدلاني ممثلا الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير السابق نقولا نحاس، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ محمد أروادي، الكاثوليكوس آرام الاول كيشيشيان ممثلا بالمطران اشكانيان، وزير الاتصالات بطرس حرب، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلا بالدبلوماسي عساف ضومط، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ممثلا بجاد الأخوي، وزير العدل أشرف ريفي ممثلا بخالد علوان، سفير المغرب علي أومليل، سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري ممثلا بأحمد الحربي، النائب ايلي كيروز ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع، النائب أيمن شقير ممثلا رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، النواب: امين وهبي، هنري حلو، جان أوغاسبيان، روبير غانم، فؤاد السعد، مروان حماده، علي عسيران وسامي الجميل ممثلا بشاكر سلامه وممثل عن السفارة الفرنسية. كما حضر رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعميد الطيار كميل فيصل، الوزراء السابقون: نايلة معوض، مروان شربل، سليمان طرابلسي، جهاد أزعور، ميشال الخوري، ابراهيم شمس الدين، أغوب قصارجيان، جورج سكاف، عبدالله فرحات، روجيه ديب، محمد غزيري، محمود عبد الخالق، بشاره مرهج، كرم كرم، خالد قباني، منى عفيش، عادل حميه ومحمد يوسف بيضون، النواب السابقون: مصباح الاحدب، سمير فرنجيه، فارس سعيد، نهاد سعيد، صلاح حنين وحبيب صادق، نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص ممثلا بالعميد جورج حداد، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالعقيد وديع خاطر، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعه ممثلا بالمقدم بشاره حداد، الامين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بالدكتور أكرم سكرية، رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" كميل زيادة وأعضاء الحركة، رئيس حركة "التغيير" ايلي محفوض، رئيس تجمع اللجان والروابط معن بشور، المطران الياس عوده ممثلا بالارشمندريت استيفانوس عبد النور والاب فيليب سعد، كريم مروه، نديم عبد الصمد، رفيق شلالا، الدكتورة مي الشدياق، لحود لحود، اضافة الى عائلة الراحل وشخصيات سياسية واقتصادية واعلامية واجتماعية.
لحود
بداية النشيد الوطني، فكلمة لعضو اللجنة التنفيذية في حركة "التجدد الديموقراطي" المهندس سمير لحود قال فيها: "منذ ثلاث سنوات، عندما رحل نسيب، كان عزاؤنا ان اللبنانيين رددوا بصوت واحد أن لبنان فقد رجلا كبيرا. وكان لنا في ذلك الكثير من المواساة. توالت الرسائل والكلمات الطيبة من القيادات اللبنانية على مختلف أطيافها، ومن السياسيين والكتاب والصحافيين والمثقفين والناشطين في مختلف الحقول والمجالات، ومن المواطنين من مختلف المناطق، فضلا عن رؤساء الدول والمسؤولين في لبنان والخارج، معزية بنسيب لحود، مغدقين عليه بسخاء صادق ألقاب رجل الدولة بامتياز، المناضل المخلص لخدمة وطنه وترسيخ استقلاله، الرجل الذي مثل أفضل ما في لبنان، وطبع تاريخه المعاصر، وغيرها من الصفات المشرفة".
أضاف: "لقد قال رئيس البلاد حينها مشكورا أنه بغياب نسيب لحود يفقد لبنان ويخسر اللبنانيون ركنا من أركان الاعتدال والتبصر بالمصلحة الوطنية ووجها من وجوه الرقي والإتزان والشفافية في العمل السياسي والوطني. إن شعر اللبنانيون اجمعين وكبار قادة لبنان والعالم بثقل غياب نسيب لحود، فما عساني أبوح به أنا، شقيقه ورفيقه؟ كان رئيس جمهورية أحلامنا، ونحن اليوم بلا رئيس، في جمهورية متلاشية، وتبقى الأحلام". وختم: "كان نسيب يريد الدولة دولة عصرية وكنفا للجميع، تتمتع بالسيادة وتمارسها حصريا على كامل التراب الوطني، وطنا يعرف جيدا كيف يبني المستقبل ولا يدفع بخيرة أبنائه إلى الهجرة أو اليأس. ونحن اليوم في كهف الدويلات والصفقات".
خوري
أما خوري فتحدثت عن معرفتها بنسيب لحود "الشخصية السياسية الاستثنائية، والرقي في تعاطيه مع الآخرين وحبه للمعرفة العلمية والصحافية".
دو فريج
وألقى دو فريج كلمة قال فيها: "كان نسيب لحود يحلم بدولة مستقلة لا تخضع لأي نفوذ خارجي. دولة تتولى وحدها، عبر مؤسساتها الدستورية والعسكرية، مسؤولية الدفاع عن سيادتها وشعبها وأرضها وثرواتها. دولة يحترم فيها ميثاق العيش الواحد. دولة تتبنى خيار الاقتصاد الحر وتؤمن العدالة الاجتماعية والفرص المتكافئة. كان نسيب يؤمن بضرورة بناء الثقة بين اللبنانيين أيا كانت طائفتهم أو إنتمائهم السياسي".
أضاف: "كان مرشحا للانتخابات النيابية، لأنه كان يحلم بأن هذه المحطة تشكل جسر العبور لإعادة بناء دولة على أسس الحداثة والعدالة. لذلك، اعتبر ان الانتخابات تشكل خطوة مفصلية لإحياء النظام الديمقراطي، ولتجديد الطبقة السياسية... كان يحلم بمجلس نواب يتألف من ممثلين للأمة جمعاء، وليس من وكلاء عن طائفتهم أو منطقتهم. نواب يؤمنون ان من واجبهم المساءلة والمحاسبة، كي لا تفقد الديموقراطية جوهرها ومعناها. كان هاجسه محابة الفساد والاحتكار وانعدام المنافسة النها تنتهك حقوق اللبنانيين". وأشار الى أن "نسيب لحود اعتبر ان الرئيس رفيق الحريري، كان من كبار صانعي الوفاق الوطني اللبناني، وانه عمل طوال حياته لاستعادة لبنان استقلاله ومكانته بين دول العالم". وقال: "كان نسيب لحود يرفض تغيير "قواعد اللعبة" المنصوص عليها في الدستور، لأنه كان يحلم بدولة ينتظم فيها عمل المؤسسات الدستورية، وحيث لا يجوز لأي كان، وبإرادة منفردة ولأسباب شخصية أو سياسية، تغيير القواعد التي ترعى عملها. لذلك، وقف اكثر من مرة معارضا التمديد على اشكاله، لانه كان يعتبر ان هذا الاجراء ينسف مبدأ اساسيا من مبادىء النظام الديموقراطي اي دورية الانتخابات...انتقد المطالبة لدى تشكيل الحكومة بالثلث المعطل، لانه كان على اقتناع ان هذا الثلث يشكل خطرا على حين سير العمل الحكومي". ولفت الى انه "كان يسعة لفرض احترام النصوص التي ترعى اجراءات انتخاب رئيس الجمهورية، ويعتبر ان النائب يتمتع بحق اختيار مرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، الا ان الدستور لم يمنحه حق مقاطعة جلسات الانتخاب، وتعطيل الالية الديموقراطية الطبيعية لانتخاب الرئيس، لذلك كان يدعو اما الى التوافق على مرشح، واما الى خوض معركة ديموقراطية يقترع فيها كل نائب لمرشحه، ليصبح بعد ذلك الرئيس المنتخب رئيسا لكل لبنان، يصون الموالاة والمعارضة على حد سواء". وقال: "كان يميز بين قناعته القانونية وقناعته السياسية. وبالفعل، وفي موضوع نصاب الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية، كانت قناعته القانونية تؤكد ان الناصاب يتأمن بحضور نصف عدد النواب + 1، الا ان قناعته السياسية كانت تدفعه الى اعتبار ان مصلحة لبنان تقتضي حضور جميع النواب هذه الجلسة". أضاف: "كان نسيب لحود يحلم، عندما تولى مهاما وزارية بأن الدولة اللبنانية هي المرجعية الاولى والاخيرة، لاي عمل سيادي على الساحة اللبنانية سواء اكان عملا ديبلوماسيا ام سياسيا ام مقاوما. طالب بأن يمارس "تحت كنف الدولة"، حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة، والدفاع عن لبنان في مواجهة اي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه، وذلك بكل الوسائل المشروعة والمتاحة. وبالفعل كان يعتقد انه من الواجب الاعتراف لحزب الله بدوره التاريخي في تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، الا ان هذا الاعتراف لا يعفي هذا الحزب من احترام الدولة اللبنانية، وحدها دون غيرها، احتكار حيازة السلاح واتخاذ قرار الحرب والسلم. كان مقتنعا بأنه يقتضي، عبر حوار يرعاه رئيس الجمهورية، تحديد وسائل الاستفادة من قدرات حزب الله الدفاعية، وعلى ان يتحقق هذا الامر عبر انضوائه تحت لواء الدولة وحصر الامور بإمرتها". وختم: "كان نسيب لحود مرشحا لرئاسة الجمهورية، لانه يحلم ان يثبت عبر تجربته بأن رئيس الجمهورية يتمتع بصلاحيات اساسية، ويؤمن ان اتفاق الطائف يحفظ لرئيس الجمهورية دورا محوريا في الحياة السياسية والدستورية، وان قوة رئيس الجمهورية لا تمكن فقط في صلاحياته الدستورية، انما ايضا في تصرفه كقدوة اخلاقية ومعنوية، وفي امتلاكه رؤية متعالية عن المنافع الذاتية وبتمتعه بقدرة قيادية، لذلك أعد برنامجا مفصلا يتضمن رؤيته للبنان وحدد فيه الاسس الكفيلة لادارة بلد سيد مستقل، من دون وصاية او تدخل خارجي".
عطاالله
من جهته، قال عطالله: "تعرفت إلى نسيب لحود في عام 1969، يوم كان في السابعة والعشرين وأنا في التاسعة والعشرين. وكان أول انطباع لدي ان المهندس الشاب يكبرني في النضوج بأكثر من عقد. اختار اليوم أن اتحدث فقط عن النواحي الشخصية في حياة نسيب، لأنه كان في خلاصة الحياة، مجموعة ميزات تكاد، لولا الكفر، تكون بلا نواقص. جمعنا لبنان حتى العام 1975، ثم قربت بيننا الغربة في لندن وباريس ونيويورك. وهناك تعرفت عن قرب إلى إنسان بالغ التوازن، وكأنه يحسب حياته بين الناس كعمل هندسي. وبدا وكأن غايته اليومية، أو النهائية، هي حفظ المودات من دون تهور، ودرء الخصومات من دون تنازل".
أضاف: "في مطعم صغير قرب مكتبه، التقينا مرة لأكثر من ثلاث ساعات، وطرح، كالعادة، سؤاله النبيل: ماذا يعمل؟ كعادة المتهورين الذين لا يشفون من الرومنسية، تحدثت ثلاثة ارباع الثلاث ساعات، وقلت له ما خلاصته: أنت اليوم أفضل ماروني سياسي بعد غياب ريمون اده الذي لم يركع للرئاسة، غير أنه بقي في الضمير الرئيس الذي لم يجمع اكثرية الأصوات. وإنني اعتقد، بكل أسى، أنك لن تبلغ الرئاسة، لأنك مكون من مواد مضادة للتسويات. لذلك، اتمنى عليك أن تجلس، منذ الآن، في كرسي العميد، فلا تخوض معركة انتخابية ولا معركة رئاسية، وتكتفي بمعركة القيم والرقي". وتابع: "كان جوابه: ربما تكون على حق في الرئاسة. سليم لحود لم يورثنا المال، لكنه ترك لنا ما هو أهم بكثير. لم يستطع أن يترك امانة الجمهورية، لكنه ترك أمانة المتن، وهذه لا شيء يصرفني عنها. كان جوابي أن المتن مثل الدائرة السابعة في باريس، او مثل دائرة اوكسفورد في بريطانيا، أو مثل برلين، مكونة في النهاية، من الجماهير التي مهما ارتقت، تخضع دائما لنداء الغوغاء والدهماء، وتنصرف عن أهل المثل بالسهولة التي تدير فيها وجوهها من الغرب إلى الشرق". وختم: "عندما توفي نسيب لحود، كتبت أنه آخر العصر الفيكتوري. وكنت اتمنى يومها ألا ينتهي المقال. فكلما تذكرت عاما في رفقة نسيب تذكرت اغمارا من القيم والنبل العفوي. كلما تذكرت صمودا اخلاقيا ادبيا بلا حدود تذكرت تواضعا غير مبتذل وكبرا بلا اي ادعاء، وخطابا عاليا إلى اقصى ما يمكن. إنه يعلو الخطاب البشري. لقد قارنت نسيب لحود بالعميد ريمون اده الذي كنت مولعا بشخصيته المترفعة، وكان هذا في حياة نسيب. ولكن الآن، وقد تمعنت في غيابه، أسامح على القول أن شخصية "ابا سليم" كانت تحمل من الإيجابيات والرؤية أكثر مما صبر عليه العميد".
ماجد
بدوره، قال ماجد: "تمر الذكرى السنوية الثالثة لرحيل نسيب لحود هذا العام ولبنان غارق في أزماته السياسية والاجتماعية، في ظل واقع إقليمي تتدافع فيه التطورات وتتبدل المعطيات على نحو لم يشهد له تاريخ المنطقة مثيلا منذ عقود.
مداخلتي من فقرتين: الأولى حول ما مثله في سيرته وخطابه السياسيين، والثانية حول معنى الغياب والفراغ الذي يخلفه رحيله".
أضاف: "ان مداخلات نسيب لحود في الجلسات النيابية، كما مقابلاته الإعلامية، تميزت منذ ذلك الحين بسمتين: الأولى، روح المسؤولية التي ترجمها في أمانته العلمية وتجنبه للسهولة عند مقاربة القضايا السياسية والاقتصادية واعتباره الكلمة مسؤولية لا يفترض التصرف بها دون احترام لمدلولاتها وموجباتها. والثانية، ربطا بها وشريطة لها، الرصانة التي تجعل المنتدب لتمثيل الناس واضحا وثابتا في مواقفه دون ابتذال أو مبالغات أو مزايدات، أو صخب لا رجاء منه. ولعل تصويته العام 1995 برفقة عدد قليل من النواب ضد التمديد لرئيس الجمهورية المنتهية ولايته، كان أولى محاولات التصدي من داخل المؤسسات لسياسات وممارسات أرادت تكريس هيمنة النظام السوري ووصايته على البلد". وعدد أبرز المحطات والمواقف السياسية لنسيب لحود منذ انتخابه نائبا وحتى رحيله المبكر، ودوره في لقاء قرنة شهوان ودعم وتشجيع كل حركة اصلاحية. وقال: "رحل نسيب لحود قبل ثلاث سنوات تاركا إرثا سياسيا مواطنيا كونه خلال عقدين من العمل العام. وخسر لبنان في الفترة إياها التي غادرنا فيها لحود عددا من شخصياته العامة الأكثر كفاءة. ففي وضعنا الراهن، وفي ظل سيادة الهوان وانتفاء الشروط التي تتيح مقدارا مقبولا من تجديد الحياة السياسية ونخبها، يبدو رحيل أفراد من طينة نسيب لحود وصحبه -على تعدد خلفياتهم ومشاربهم ومواقفهم- فقدانا خاصا وعاما مريرين". وختم: "لحسن الحظ اليوم أن ثمة من يستمر في التمسك بإرث الراحلين ويطوره، وأن ثمة من يستمر في كتابة سيرة مضادة لسيرة التهتك التي نعيش".
في الذكرى الثانية لغياب نسيب لحود حلقة خاصة من برنامج "بيروت اليوم" على الـ أم.تي.في السبت 1 شباط 2014 تدشين ساحة نسيب لحود في وسط بيروت سمير لحود: كان رجل تواصل وحوار واعتدال ومشاركة السبت 2 شباط 2013 الوكالة الوطنية للإعلام - دشنت شركة "سوليدير" قبل ظهر اليوم في وسط بيروت، ساحة تحمل اسم الوزير والنائب الراحل نسيب لحود عند المدخل الجنوبي لأسواق بيروت بمحاذاة شارغ ويغان، في احتفال أقامته في الذكرى السنوية الاولى لغيابه، حيث رفع الستارة عن اللوحة التي تحمل اسم "نسيب لحود"، بحضور النائب نبيل دو فريج ممثلا الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وزير الاعلام وليد الداعوق، وزير البيئة ناظم الخوري، محافظ بيروت ناصيف القالوش ممثلا وزير الداخلية مروان شربل، النواب محمد قباني، هنري حلو، فؤاد غصن، تمام سلام، النائب بطرس حرب ممثلاً بزوجته مارلين، وممثل عن النائب أنور الخليل. وعائلة المحتفى به والدته ناديا وزوجته عبلا وأولاده سليم وجومانا ورولا، وسفراء أميركا وفرنسا وايطاليا والمكسيك. صباغة لن أطيل الحديث عن مزايا وتطلعات وأنشطة الراحل الكبير التي نعرفها جميعا والتي تتحدث عن نفسها من خلال مواقفه الوطنية المشهودة ونبذه لجميع وسائل العنف وطموحه لبناء وطن حديث وعصري تسوده العدالة والمساواة وروح الإنسانية.
نلتقي اليوم لنحتفل بإطلاق اسم نسيب لحود على ساحة من ساحات وسط بيروت. شقيقي نسيب، ابن بعبدات والمتن وجبل لبنان، لم يكن مجرد عابر أو مقيم في بيروت، وبيروت، بالنسبة الى نسيب، لم تكن مجرد عاصمة أو مكان إقامة. بيروت كانت تختزل، بالنسبة الى نسيب، روح لبنان، وتختصر أجمل ما في هذا الوطن من معان وقيم حضارية وإنسانية. بيروت بالنسبة الى نسيب، وكل من ينتسب الى مدرسة نسيب، هي الجسر الرابط بين أوصال النسيج الثقافي والاجتماعي للبنان، التي يلتحم فيها أجمل ما في المسيحية وأسمى ما في الإسلام. نسيب لحود، كان على صورة هذه الساحة وموقعها، رجل تواصل وحوار واعتدال ومشاركة، رجل إنماء وانفتاح وحب للحياة، رجل الحداثة والتقدم، ورجل الأصالة والتراث. هذه هي منطلقات الفكر والممارسة لدى نسيب لحود، وهذه هي القيم التي يجسدها هذا الموقع الفريد في قلب بيروت. بعد ذلك تم رفع الستارة عن اللوحة.
"التجدد الديموقراطي" أحيت ذكرى نسيب لحود "الآتي من الغد" السنيورة وجنبلاط وحرب وفحص والاحدب وحداد استذكروا "مآثر السياسي والانسان" الثلاثاء 19 حزيران 2012 أحيت حركة "التجدد الديموقراطي" ذكرى رحيل النائب السابق نسيب لحود، في احتفال خطابي أقيم في مجمع "بيال"، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. حضر الاحتفال ممثل رئيس الجمهورية نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، ممثل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري النائب أغوب بقرادونيان، ممثل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وزير الاعلام وليد الداعوق، الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، الرئيس حسين الحسيني، ممثل الرئيس فؤاد السنيورة النائب عمار حوري، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب نبيل دو فريج، ممثل البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي المطران كميل زيدان، ممثل بطريرك أنطاكيا والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الأرشمندريت نقولا حكيم، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الشيخ فاروق الجردي، ممثل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل العميد ديب طبيلي، سفراء فرنسا باتريس باولي، المكسيك خورخي الفاريز فوانتو، اسبانيا خوان كارلوس غافو، فلسطين اشرف دبور، واليابان سيتشي أوتزوكا وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي. وحضر نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، ممثل النائب وليد جنبلاط المحامي دريد ياغي، النائب جورج عدوان ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، النواب: ميشال فرعون، هنري حلو، انطوان سعد، أمين وهبي، بطرس حرب، نضال طعمة، فؤاد السعد، علي عسيران، خضر حبيب، سامي الجميل، قاسم عبد العزيز، عبد اللطيف الزين، كاظم الخير، خضر حبيب، نديم الجميل، سامي الجميل، خالد زهرمان، معين المرعبي، روبير غانم، تمام سلام وسيرج طورسركيسيان، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد الياس شاميه، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، الوزراء السابقون: حسن منيمنة، جهاد ازعور، سليمان طرابلسي، منى عفيش، ريا الحسن، جورج سكاف، زياد بارود، وديع الخازن، ادمون رزق، عدنان قصار، سيبوه هوفنانيان، طارق متري، عصام نعمان، خليل الهراوي، عادل حمية وسمير مقدسي، النواب السابقون: صولانج الجميل،نهاد سعيد، نايلة معوض، اوغست باخوس، سمير فرنجية، غطاس خوري، غابريال المر، حسن علويه، جميل شماس، جواد بولس، قيصر معوض، فيصل الداود، كميل زيادة، نهاد سعيد، صلاح حنين، صلاح الحركه، صالح الخير ومصباح الأحدب. وحضر أيضا ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي العميد فادي سلمان، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد سيزار شدياق، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب، الامين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، رئيس حزب الكتلة الوطنية العميد كارلوس اده، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ومفوض الاعلام رامي اليس، رئيس حزب الهنشاك، ممثل المطران الياس عوده الأرشمندريت ألكسي مفرج، هدى السنيورة، السيد علي الأمين، الشيخ عباس الجوهري، إضافة إلى ممثلين لسفارات الولايات المتحدة الاميركية، الجمهورية الاسلامية الايرانية، الكويت، رومانيا وأندونيسيا وشخصيات سياسية وديبلوماسية وحزبية واعلامية. حداد اضاف:"وإذ يستحيل اختصار رؤية نسيب لحود والقدوة التي كان يجسدها، بمداخلة واحدة او من زاوية واحدة، سوف يتولى خلال هذا الاحتفال، وبكل جدارة، أعلام في السياسة والوطنية والثقافة ممن واكبوا عن كثب مسيرة نسيب لحود في الحياة العامة أو تشاركوا فيها، الاضاءة كل من موقعه على جانب من تلك التجربة. اولا- تتمسك حركة التجدد أكثر من أي وقت مضى بخيار ان تكون حركة سياسية عابرة للطوائف والمناطق وبخيار الاستقلال عن النفوذ الخارجي، وذلك بالرغم من صعوبة هذين الخيارين في ظل تفاقم الاستقطاب للمحاور الاقليمية والاستقطاب الطائفي والمذهبي، ومحاولات اثارة الذعر الاقلوي في نفوس افراد هذه الطائفة او تلك، ترويجا لنظرية بائدة في علم السياسة وشائنة في اخلاقيات السياسة هي نظرية "تحالف الاقليات". ثانيا- نحن ملتزمون قضايا الحداثة ومكافحة الفساد والاصلاح الجدي، وليس الاصلاح المزعوم الملطخ بصفقات النفط والكهرباء والتعتيم. نحن ملتزمون تطوير النظام الديموقراطي والانتقال التدريجي نحو دولة مدنية لاطائفية، ملتزمون تمكين المرأة، وحماية البيئة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تنافسية الاقتصاد، توجيه الاستثمارات نحو خلق فرص عمل جديدة لائقة، وتأمين الحماية الاجتماعية وشبكات الامان الاجتماعي للفئات الاكثر ضعفا. هذه قضايا لا تقل اهمية عن النضال من اجل السيادة والاستقلال وحصرية السلاح في كنف الدولة لا بل تعززها. هذه رؤية نسيب لحود، وهكذا سنكون. ثالثا- نحن ملتزمون قضايا "الربيع العربي" والانتقال السلمي نحو الديموقراطية، ودعم حق الانسان العربي في الحرية والكرامة الانسانية، خصوصا لدى جارتنا الاقرب سوريا وشعبها الشقيق الذي يعطى العالم يوميا امثولة في الشجاعة والتضحية والتصميم على نيل الحرية في مواجهة القتل والقمع والتنكيل. نحن ملتزمون دعم حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصا حق الدولة المستقلة وحق العودة ومنع التوطين. هذه رؤية نسيب لحود، ومن دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي من الشعوب العربية، فان حركة التجدد تلتزم الدعم السياسي والمعنوي والاخلاقي لهذه القضايا التي يتوقف على نجاحها مستقبل العالم العربي وخلاص لبنان. رابعا- في السنوات الماضية، كان نسيب لحود ومعه حركة التجدد في طليعة القوى التي ناضلت من أجل الحرية والسيادة والاستقلال، تخطيطا وتنفيذا، من ضمن تحالفات وتجارب فيها العديد من العبر والدروس المفيدة لنا، وللآخرين. بعض هذه الدروس تم استخلاصه، والبعض الآخر ما زال ينتظر. في هذه اللحظة السياسية، نحن حركة مستقلة عن أي جبهة أو اصطفاف، ونقيم علاقات تعاون وتفاعل مع العديد من الاطراف. مستقلون نعم، لكننا لسنا على الحياد عندما يتعلق الامر بالحرية والاستقلال والعدالة وسيادة الدولة. وخصوصا لسنا على الحياد عندما يتعلق الامر بشبح الاغتيالات السياسية، تنفيذا او محاولة او تهديدا، الذي نحن على ثقة انه لم ولن يتمكن من كم الأفواه ولا ترويض اللبنانيين ولا تدجينهم. هذه رؤية نسيب لحود. هذه رؤية حركة التجدد. وهذا ما سنبقى عليه". وختم: "أتوجه بالشكر الى كل الذين ساهموا مع حركة التجدد في انجاح هذا اللقاء وفي اثلاج صدر نسيب لحود في عليائه. حرب نسيب لحود، مع قلة من أقرانه، من رعيل السياسيين الذي التزم القيم في ممارسته لمسؤولياته في الشأن العام، فكسر مفهوم السياسة الضيق، ووسع أفقه وأعلى شأنه، وجعله يتصل اتصالا وثيقا بكرامة الوطن والمواطن. فنسيب لحود لم يتاجر يوما بالقيم، لم يساوم أبدا على المبادئ، ولم تضعفه مرة المغريات. دفع الأثمان الغالية، وفوت الفرص والمناصب العالية، لأنه أعتبر العمل السياسي ممارسة مرتبطة بالكرامة والنزاهة والتضحية. فهو من الذين أعطوا الممارسة السياسية بريقها ورفعوا من مستوى أدائها، وأثبتوا أن ممارسة السياسة بعلم وثقافة ومعرفة ومسؤولية، هي السبيل الوحيد لتطوير المجتمع وحماية الدولة والمحافظة على أسس الوطن. لم يعتل نسيب لحود منبرا إلا تميز بأسلوب علمي موضوعي، فشكل مدرسة في الممارسة السياسية الراقية المعتمدة العلم والحجة والمنطق والهدوء والصلابة. لم يتنازل نسيب لحود يوما عن القيم الأخلاقية وعن الكرامة والعنفوان، ولم ينزلق إلى وحول الأمر الواقع وأوساخه، ولا سيما عندما انفلت الميزان الوطني والسياسي بين الجماعات اللبنانية، وانهار نظام القيم، واختلطت المعايير، وتفشى الفساد الأخلاقي، وآله المال. أضاف: "لأنه جمعتنا بنسيب لحود قيم هذه الأرض الأبية وقيم أهلها الميامين، وهي قيم مدت من صلابة هذه الجبال وعنادها وكبريائها وشموخها. ولأنه جمعتنا معايير السياسة الوطنية الواحدة، التي نفهمها على جوهر حقيقتها، لا بما آلت إليه في أزمنة التبعية والانحطاط والمهاترات. لهذا كله، نتحلق حول ذكراك، أيها الزميل والرفيق والصديق. وأسمح لي أن أؤكد لك أننا اعتززنا بزمالتك ورفقتك وصداقتك. وتابع: "اسمحوا لي الآن أن أنتقل من التحدث عن نسيب لحود إلى التحدث إليه .فالحديث عنه فعل ماض، والحديث إليه فعل حاضر ومستقبل، والحديث عنه هو ذكريات، وموجعة هي الذكريات، الحديث إليه هو الحلم، وجميلة هي الأحلام، فإلى نسيب الحاضر الكبير، ولا أقول الغائب الكبير أتوجه: عزيزي نسيب، نعم لقد جمعتنا علاقة عائلية مميزة وموروثة لا فضل لأحد منا فيها. إلا أن صداقة عميقة قامت بيننا، صداقة نمت عبر سنوات النضال المشترك، عبر الآلام والأحلام المشتركة، خلال سنوات العمل من أجل بناء الدولة المستقلة التي حلمنا بها معا، والتي أمنا بها، لكي ينعم اللبنانيون بالاستقلال والحرية والكرامة. وكم أتمنى لو أن الله أمهلك لكي تبقى معنا لإكمال هذه المسيرة. فيا حامل شعار التجدد الديموقراطي نشعر بفراغك الكبير، ولا سيما في ظل حركة التغيير الكبيرة الحاصلة من حولنا في المنطقة التي تنادينا كي نكون على مستوى تحديات المرحلة، وعيا وفعلا وممارسة، فلا نخاف من حركة التغيير التي تطيح بأنظمة الظلم والاستبداد، ولا ننهزم أمام محاولات تخويفنا منها، ولا نبقى ضحايا الانغلاق والتقوقع ولا يبقى لبنان ساحة مستباحة للآخرين أو ورقة أبتزاز في أيديهم. وأسمح لي يا صديقي أن أعاهدك أننا سنتابع نضالك من أجل إنقاذ الوطن وتطهيره من الأمراض الخبيثة التي تتسلل إليه، وسنبقى روادا للمحبة والأخوة والعقل، التي آمنت بهم". وختم: "أيها الأخ الصديق، الدموع لا تليق بك، فلن نبكي، ولكننا نعترف، أمام الله وأمامك، بأننا لا نزال بحاجة إليك، وسنفتقدك في كل معركة نخوضها من أجل تطوير الإنسان وحماية حرياته والدفاع عن حقوق لبنان الضائعة، وما أكثرها، ومن أجل تكريس وجهنا الحضاري الذي يحاولون تشويهه بمشاركة بعضنا ويا للأسف. فحص وعندما تمكن منه المرض، كان هو قد تمكن من قلبي وعقلي، وهاتفته مطمئنا الى صحته النفسية، قلقا على صحته الجسدية، خلاف كثيرين. يقول جلال الدين الرومي "وصورة الرفعة تكون للأجساد والأجساد إذا قيست بالمعنى تكون مجرد أسماء". وأضاف: "عندما تلا بيان ترشحه للرئاسة، رأيت فيه شغل جماعة يرئسها كما ترئسه، على معنى الديموقراطية، فقررت أنه رئيس جمهوريتي، من دون المساس بمقام أحد أو شرعية أحد. وكدت أن أغتر باختياري، لو لم أكتشف أني غير متفرد فيه. بل معي، حتى خصومه السياسيون، سوى أفراد لا يرون في أحد خيرا. وتابع: "بعد عودته من باريس، داومت على متابعة وضعه بالهاتف أو مع انطوان وحارث ومالك. ثم زرته وفصلت ما كنت أجمله من ثقة بعقله وخلقه وضرورة تحوله أو تحويله من حالة الى ظاهرة تصبح رافعة. ونسيت حرج وضعه الصحي، بسبب الفرح الطفولي الطافح في عينيه. أضاف فحص: "علمنا أنه عطل شركته في لبنان. ولم يذكر في مجالس الشكوى حسدا من الفساد. واستمر مرجحا الكرامة من دون نيابة، على النيابة من دون كرامة، مصرا على إنتاج الديموقراطية بالشراكة والحوار. كأنه كان من واضعي الميثاق اللبناني في منزل يوسف السودا. وأشار الى أنه "كان خارج الثامن من آذار، من دون أن يعطي فرصة لكارهيه منهم، فرصة للراحة في إظهار غيظهم منه، واما عقلاؤهم، فكانوا يخفون بصعوبة رغبتهم في أن يكون أقرب اليهم أو أقل بعدا. وختم: "نسيب لحود، أصابعنا وأقلامنا شموع لناديك ونذور لوطنك ودولتك. جنبلاط أضاف: "إن حرصنا على سوريا بوحدة شعبها وأرضها دفعنا منذ البداية للدفاع عن الحل السياسي ورفض الحل العسكري والأمني الذي أوصل الحال الى ما هو عليه الآن، والذي ومع الأسف الشديد سيأخذ سوريا نحو هاوية الحرب الأهلية، والذي سيكون وبالا على الجميع في الداخل والخارج باستثناء العدو الصهيوني. وان المبادرات الدولية المطروحة هذه الأيام تحتاج الى سرعة وقوة ودفع أكبر لأن الوقت هناك كالسيف. لقد أيدنا الحوار بين اللبنانيين ورأينا في النقاط الثلاث التي طرحها فخامة رئيس الجمهورية مدخلا جيدا للحوار. وكنا وما زلنا نؤمن أن الأمر يحتاج الى المثابرة والصبر والعزم وأن الحل لا يكون إلا بالحوار والأمل والايمان بمستقبل لبنان". وتابع: "أما عن الجيش، فهو أحد الثوابت في صياغة الوحدة الوطنية وهو الدرع الذي يحمي لبنان. فحمايته حماية للبنان والسلم الأهلي. من هنا ومن حرصنا على إخواننا في المخيمات الفلسطينية، ندعوهم الى التنبه لما يحاك لهم ولنا في هذا الخصوص مع التأكيد على مقررات الحوار لجهة المعسكرات خارج المخيمات من جهة، وأمن المخيمات من جهة أخرى. لقد حذرنا منذ البداية، من محاولات زج لبنان بما يجري في سوريا، وأعتقد أن الشعب السوري أحق وأقدر من أي كان على رؤية مستقبله. كذلك ومنذ البداية حذرنا من محاولات زج سوريا بما يجري في لبنان لأن الشعب اللبناني عانى من هذا الأمر في الماضي، وأصبح على دراية بالنتائج أكثر من الآخرين. لكل ذلك ارتضينا سياسة النأي بالنفس، اللهم إلا في الشأن الانساني لإعطاء الضمانات للاجئين السوريين الى شمال لبنان وحتى بقاعه، وهذا كان بعض النتائج الايجابية لطاولة الحوار". وختم: "إننا في ذكرى هذا الرجل الكبير، ندعو كل اللبنانيين الى إعادة قراءة متأنية لمسيرته ومسيرة الشهداء الكبار، علنا بذلك ننقذ لبنان وننقذ أنفسنا". الاحدب اضاف: "في حركة التجدد اكتشفت عن قرب نسيب لحود الانسان، الصديق الصدوق الذي يجمع الى رفعة القيم وصدق الالتزام بالمعايير والمبادىء، شفافية المواقف ونزاهة السلوك، كما اكتشفت الرجل الكفاءة الذي يتعاطى السياسية بأدوات علم الهندسة فلا يتبنى أي موقف سياسي الا بعد ان يدرسه ويدقق فيه من كل زاوية ولا يخوض قضية الا بعد ان يتفهم ابعادها وخفاياها ويخضعها لآليات الخبرة والتشاور". وتابع: "مع نسيب لحود وفي حركة التجدد اختبرت ثلاث تجارب رائدة: وأردف: "نقف اليوم في احتفال تكريم نسيب لحود لا لنتذكره فنحن لم ننسه وهو ان رحل بجسده فإنه باق بمعناه، ومعنى نسيب لحود أولا هو رؤيته للجمهورية التي رسمت الطريق لقيام دولة لبنانية حديثة تعيش أجيالنا القادمة في كنفها، ومعناه ثانيا هو في سلوكه كرجل دولة حداثي وديموقراطي عربي شكل نموذجا وقدوة، ومعناه ثالثا هو في نهج اعتداله ومدنيته وفي رفضه للعنف لغة وسلوكا، نجتمع اليوم لنؤكد على الرؤية ولنتماثل مع القدوة ولنعيد استحضار هذا النهج كخارطة طريق يستطيع لبنان من خلالها ان يعبر العاصفة الاقليمية وحرائق المحيط الى بر الامان". وقال: "التحريض الطائفي لا يحل مشكلة ولا يزيد من يمارسه قوة بل يستدعي استنفارا طائفيا آخر يوازيه ويفاقم ازمته وازمة لبنان. الاستقواء بالخارج على شركاء الداخل لا ينتج الا هيمنة موقتة سرعان ما تزول بتغير احوال الخارج وموازينه. المناطق المقفلة والمربعات الامنية قد تتمثل للبعض انها قلعة آمنة وحصينة لكن هذه القلاع لن تكون الا اداة لانفصال من فيها عن الواقع وحقائق الحياة، ودروس التاريخ تنبؤنا ان اثينا الحضارة والثقافة والانفتاح هزمت اسبارطة القلعة، الطائفة القلعة مأزق لأبناء الطائفة ذاتها قبل ان تكون مأزقا لكل الوطن". أضاف: "نحن في طرابلس نعلم ان المواجهة هي بين محاور وليس بين طوائف فعلام هذا الاقتتال اليومي وهذا النزف المستمر بين الاخوة، وحدها الدولة بمؤسساتها الامنية والعسكرية، الدولة التي تتحرك برؤية واحدة واجهزة واحدة وخطة واحدة، الدولة التي تستحق اسمها، يمكن ان تكون حلا في طرابلس ووحدها الدولة بجيشها وهيبتها يمكن ان تكون مسؤولة عن الدفاع عن لبنان وضمان حدوده وسيادته في وجه اعتداءات اسرائيل وفي درء الحرائق المنفلتة من الازمة السورية. رياح الحرية تقتلع بنيان الاستبداد العربي وتعيد الاعتبار لصناديق الاقتراع من مراكش الى أربيل ومن جسر الشغور الى اعالي النيل، انه ربيع عربي حقيقي للحرية، شامل متسع ومستمر قد تتخلله موجات صقيع حينا وموجات لهيب حينا آخر، لكن الاستبداد الى زوال حتما، والسؤال في سورية لم يعد هل يسقط الاستبداد ام يبقى، بل متى وبأي ثمن؟". وتابع: "من الآن الى تلك اللحظة، انها مهلة لبنانية بامتياز، للتبصر واعادة المراجعة لنقد التجربة ولتحديد الاخطاء والعودة عن الخطايا التي ارتكبها كل فريق، انها مهلة لبنانية بامتياز لاعادة الخطاب السياسي الى آداب الحوار والعيش معا، الى وضع آليات وخطط لحوارات غير شكلية، مجدية وهادفة، تنجز ولا تؤجل، تبادر ولا تناور، تقدم التنازلات للدولة الجامعة وتبتعد عن المكاسب الفئوية والكيديات الجارحة". وختم: "نسيب لحود كم نفتقد اليك في لحظة راهنة يمكن ان تنقل لبنان الى بر الامان، اذا ما احسن الافرقاء التعامل معها. نسيب لحود نفتقد اليك لكن كن على ثقة أن مسيرة حركة التجدد متواصلة وأن الثقافة المدنية الحرة الديموقراطية التعددية العروبية الحضارية الانسانية التي زرعتها وسقيناها معا ستستمر وتنمو والحرية ستنتصر بإذن الله". السنيورة اضاف: "لقد تحدث المفكرون الأوائل عن عالم المثل، ففي كل جانب من جوانب الحياة هناك مثال نتطلع إليه ونعمل لكي نتطابق معه ونقارن الأشياء به، فللجمال مثال وللعدالة مثال وللنزاهة مثال وللصلابة مثال... إلى غيرها من الصفات التي تعلق تفكيرنا وسلوكنا بها. والحقيقة أن راحلنا الكبير قد اجتمعت فيه كمية كبيرة من صفات المثال، لهذه الأسباب كانت الحرقة والحسرة والصدمة، هي المؤشرات الغالبة التي رافقت هذا الغياب المفاجىء والمؤلم، لرجل عرفناه فاحترمناه وأحببناه وكنا نشعر بالراحة والثقة بأنه موجود بيننا نعمل معه ويعمل معنا من اجل تحقيق ما حلمنا به". وتابع: "لقد كان نسيب لحود إنسانا مميزا بكل المعاني، ابرز صفاته الإنسانية انه كان نبيلا مترفعا ونزيها في تعامله مع الناس، بمعنى انه كان يعامل الآخرين باحترام ونبل كما كان تماما يريد أن يكون التعامل بين كل البشر. لا كذب، لا مداهنة ولا تلفيق أو تدليس. وفي الوقت عينه لا عجرفة أو تكبر، مع قدر كبير من النزاهة الفكرية والأخلاقية. وفي للأصدقاء، وغير متقلب مع غير الأصدقاء. واضح وصريح كان نسيب لحود، صادق شفاف منسجم مع أفكاره، يعمل حسبما يفكر ويؤمن ويقتنع، عصامي بامتياز، ولا انفصال لديه بين القناعة والممارسة. باختصار كان نسيب لحود مثال الرجل المحترم. هذا ما عرفته من نسيب لحود الإنسان، أما نسيب لحود السياسي فقد عرفناه جميعا". وذكر السنيورة انه "حين اندلعت المحنة الداخلية في السبعينيات، فضل نسيب لحود أن يبتعد ويجلس جانبا، مع انه ابن بيت سياسي عريق له موقعه واتجاهه وقناعاته. جلس جانبا ولم يفكر في أن يؤلف جماعة أو تنظيما أو يلتحم بعصبية أو طائفة، لكن نسيب لحود لم يتردد في أن ينحاز إلى جانب الأغلبية من الشعب اللبناني. أي أن ينحاز نحو وحدة اللبنانيين نحو السلام نحو التماسك ونحو إعادة البناء ونحو نهضة لبنان". وقال: "حين انعقد الحل في الطائف انخرط نسيب لحود في الحياة الدبلوماسية والسياسية واختار الدولة في مقابل الفوضى، والاندماج مقابل التباعد، والايجابية بدل السلبية والتأقلم والانفتاح، بدلا من التقوقع والانغلاق، والمبادرة بديلا للتراجع". واشار الى ان "نسيب لحود اختار الديمقراطية والحرية والدولة المدنية، والليبرالية الاقتصادية بدل الاستبداد والديكتاتورية والتفرد والتوتاليتارية. كان نسيب لحود نصير العيش المشترك الإسلامي - المسيحي، والدولة الواحدة في وجه الدويلات. وقف إلى جانب الإصلاح في مواجهة الفساد، مؤيدا الشفافية، مطبقا قولا وعملا فصل العمل العام عن الخاص بصلابة ووضوح". وقال: "كان نسيب لحود، نموذجا في تحكيم النزاهة في الخصومة والنزاهة في الصداقة والنزاهة في العمل السياسي وعلى وجه الخصوص في فصل العام عن الخاص. إلا أن أهم من كل ذلك، فإن نسيب لحود كان ركيزة أساسية من ركائز ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال وحين انطلق الربيع العربي تنشق نسيب لحود أريجه ونظر إلى المستقبل بأمل وتطلع نحو الانعتاق من أثقال الماضي للخروج من الاستثناء العربي إلى فضاء التغيير والتطوير والإنماء والبناء. باختصار، كان نسيب لحود ركنا من أركان الديمقراطية والعدالة والحرية الفكرية والاقتصادية، بمعنى آخر كان ركنا كبيرا من أركان لبنان ونكهة مميزة جدا بين رجال السياسة". أضاف: "إذا لامسنا نسيب لحود الإنسان والسياسي لن ننسى نسيب لحود صاحب الرؤية في الإصلاح والتطوير. هو الذي نظر إلى الأمام وأطلق رؤيته من اجل الجمهورية طارحا مشروعه من اجل لبنان الغد، هذا المشروع الذي ما يزال يطرح نفسه علينا الآن وفي المستقبل، وسأكتفي بان أعيد طرح بعض الأسئلة التي سبق أن طرحها فقيدنا الكبير حيث سأل حين أطلق رؤيته قائلا: كيف نحمي صيغة العيش الواحد المشترك؟ كيف نستعيد النظام الديمقراطي وآليات عمل المؤسسات الدستورية؟ كيف نبني اقتصادا حديثا تنافسيا يرفع مستوى معيشة اللبنانيين؟ كيف نطلق آليات مستدامة لمكافحة الفساد؟ كيف نحفز حركة الإبداع والفكر والثقافة والفن والتربية والتعليم؟ كيف نرسخ آليات طوعية لتجاوز الواقع الطائفي؟". وختم: "كان نسيب لحود إنسانا راقيا وسياسيا لامعا وفريدا ومؤثرا وصاحب نظرة كبيرة إلى الأمام، فقدناه وفقده لبنان وترك بغيابه فراغا كبيرا لا أرى حتى الآن أننا قادرون بيسر على تعويضه. رحم الله نسيب لحود الإنسان الكبير، والصديق العزيز، والحلم الأثير الذي لا بد أن يعود ويظهر بعائلته ورفاقه ونهجه، ليبقى لبنان". شهادات وكانت شهادة للاعلامي مارسيل غانم الذي ركز على "دفاع لحود المتكرر عن الحريات العامة وحقوق الإنسان والديموقراطية والصورة المدنية للبنان". اما رياض قهوجي فأشار الى "اهمية دور المواطنة لدى الراحل"، وكلمة لمصممة الأزياء بابو لحود سعاده. اما الخبير الإقتصادي مازن سويد فقال ان "الراحل سيبقى رئيس جمهورية احلامنا". واعتبر الفنان رفيق علي احمد ان لحود "حالة انسانية سياسية فريدة في المجتمع اللبناني كان معنيا بالشأن السياسي والثقافي والإنساني". كذلك تحدث كل من الكاتب والناقد عبدو وازن، الخبير الاقتصادي كمال حمدان، الإعلامية كريستين حبيب، مدير الشبكة العربية للتنمية زياد عبد الصمد والصحافي علي الأمين.
وثائقي عن نسيب لحود "الآتي من الغد"
|
|||||
|