آخر تحديث: الاثنين 9 تشرين الثاني 2020 - 02:16 PM إتصل بنا . خريطة الموقع . ابحث:




حوار

الممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في بيروت السيد ديريك بلامبلي لـ"النهار" عشية مغادرته بيروت: ليبق اللبنانيون موحّدين ويحافظوا على بلادهم

الجمعة 16 كانون الثاني 2015

غادر ديريك بلامبلي الممثل السابق للامين العام للامم المتحدة بيروت الى نيويورك، لتقديم تقريره عن مهماته الاممية، يرتاح بعدها في مصر قبل أن يعود الى بلده بريطانيا. وبلامبلي الذي وصل الى لبنان قبل 3 اعوام، "يغلق" فصلا من "مساره العربي". فالديبلوماسي الذي جاء الى "بلاد الارز" من المملكة العربية السعودية حيث عمل سفيرا، يستعد لترك كرسيه لامرأة هولندية هذه المرة. ابتداء من الاثنين، ستتحول سيغريد كاغ اول امرأة تعين ممثلة للامين العام للامم المتحدة في لبنان، بعدما أنهت "مهمتها الكيميائية" في سوريا. في مركز الامم المتحدة في بيروت، قوّم بلامبلي لـ"النهار" "ايامه اللبنانية"، فكان معه الحوار الآتي:
`32; ما هي "جردة" ما قمت به في 3 اعوام؟ وماذا عن انطباعاتك؟
- "لمكتبي ادوار عدة . هناك دور خاص يتعلق بالقرار 1701 والتأكد من متابعته ودعمه، يأمل الامين العام في أن نؤديه، وهو مساعدة الاستقرار ودعمه وتعزيز المؤسسات الرسمية في لبنان. لدينا "اجندة" مختلطة، تتضمن التنسيق والتمثيل وحشد التأييد. كما اننا نهتم بأمن طاقمنا. على امتداد الاعوام الثلاثة، شكّل تأثير الازمة السورية على لبنان همنا الاساسي بطرق عدة، والمسألة لم تقتصر على اللاجئين، انما تشمل المستوى السياسي أيضاً. انطباعي هو ان ثمة رغبة لدى الشعب اللبناني وقادته في التأكد من أنه حتى في الاوقات الصعبة والتباينات هناك حيذ من الاستقرار والامن. كما ان وحدة المجتمع الدولي متوافرة لدعم ذلك (...). للوهلة الاولى، يبدو الأمر نجاحاً يسجّل للبنانيين، ولكن أيضاً للمجتمع الدولي الموحّد للحفاظ على هذا الوضع. شكلت الامم المتحدة شريكاً أساسياً للبنان سواء في مقاربة هذه التحديات او في حفظ الهدوء جنوبا. الامر لا يشكل انجازا لمؤسسة واحدة بل يعكس جهودا كبيرة مشتركة.
`32; تلمح في ذلك الى الدور الذي ادته "مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان"؟
- انه عنصر. وهي تعبر عن تصميم الامين العام للامم المتحدة على دعم لبنان، وقد عمل مع الرئيس ميشال سليمان على ذلك. التعبير عن هذه الوحدة في المجتمع الدولي شكّل أمراً مهما. الوحدة نفسها تجلت في مجلس الامن ككل. ولو سألت الدول الصديقة للبنان في شكل منفرد، لسمعت الرسالة نفسها. كما ان وفد الجامعة العربية كان هنا قبل ايام وهو بعث بالرسائل نفسها، اي دعم الجيش والمساندة في الشؤون الانسانية ودعم مؤسسات الدولة. هناك نظرة مشتركة حيال هذا الواقع (...).
`32; ما كانت العوائق في عملك؟ وهل لبنان بلد معقد؟
- (يضحك). لبنان بلد معقد ويتطلب الامر وقتا كي نفهمه. التحديات في ذاتها صعبة. لدينا تداعيات الازمة السورية المتنوعة والتي تجعل المسألة أصعب. على مستوى المجتمع الدولي، ثمة ارادة كبيرة لكنها تتطلب موارد. لقد نجحنا في تجنيد دعم في مجالات عدة، لكن في المقابل ثمة حاجات اخرى لم تؤمن. داخلياً، كان لدينا نحو 11 شهراً مع حكومة لتصريف الاعمال، ونكاد نبلغ الفترة نفسها على مستوى الشغور الرئاسي. لديكم قادة ممتازون كالرئيس نجيب ميقاتي او الرئيس تمام سلام والرئيس بري ولكن قدرة المؤسسات تتأثر بالجمود. وقد شكل ذلك مشكلة ليس فقط بالنسبة الي انما الى كل معني، سواء كان لبنانيا او يعمل في المجتمع الدولي".
`32; علام تندم؟
- هناك دائماً ندم. ثمة أمور نتمنى لو حصلت (...).
`32; هل يمكن ان تسميها؟ انتهاء فترة الفراغ الرئاسي مثلا؟
- (...) آمل في أن يحصل على مستوى الرئاسي ما حصل على المستوى الحكومي. الفراغ طال. المسألة لا تتعلق بندم شخصي بقدر ما هي قلق.
`32; هل أنت قلق على الاستقرار في ظل عودة الارهاب؟ وهل احداث طرابلس تقلقك؟
- هناك أخطار حقيقية. لبنان في الخط الامامي في وجه التطرف ولا سيما "داعش" و"جبهة النصرة" والعناصر المسلحة موجودة على الحدود. تكرّر الارهاب، لكن الجيش والمؤسسات الامنية نجحوا في مواجهة هذه الظاهرة مثلا في طرابلس وعبرا، وأخيراً في سجن رومية. نجحت القوى الامنية في كسر شبكات الارهاب، نتيجة التعاون. ساعدنا عبر الدعم الذي تحظى به قدرات هذه القوى ولا سيما الجيش. هذا مهم لان لدينا "اليونيفيل" في الجنوب، ولكن أيضاً لان استقرار لبنان ككل مهم. عملنا مع الجنرال (جان) قهوجي وفريقه على الخطة الخمسية لتنمية قدرات الجيش، وركّزنا على أهمية دعمه في "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان"، علماً أن دولا كالولايات المتحدة وبريطانيا التي كانت أساساً تدعم الجيش، زادت مساعداتها بطريقة ملحوظة جداً. كما ان المملكة العربية السعودية وافقت على تقديم دعم للجيش عبر فرنسا، بداية العام الماضي. وهذا كله يعني انه سيكون لديكم قوى مسلحة امنية مختلفة عن تلك التي كانت موجودة لدى وصولي الى هنا، خبرة، وقدرة. يبدو لبنان سياسياً ومؤسساتياً مجهزا عبر الجيش والقوى الامنية والغطاء الذي يملكه من الطبقة السياسية والشعب، لمواجهة هذا الواقع (...). ارى الأخطار لكنني متفائل، لأن لبنان أظهر قدرة في مواجهتها، وسيواصل ذلك.
`32;هل سيساهم الحوار بين الفصائل اللبنانية في تعزيز الاستقرار وصولا الى انتخاب رئيس؟
- جدد الامين العام للامم المتحدة في تقاريره عن الـ1701 التركيز على اهمية الحوار الوطني في مقاربة المسائل الكبيرة والمتواصلة، ولا سيما جعل السلاح بأمرة الدولة. الحوار بين الاطراف السياسية الان مرحّب به، ولا سيما الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله"، وكذلك الحوار المنشود بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". الأمر سيساعد في مقاربة تحديات الاستقرار على المدى القصير والرد على الاخطار الامنية. رأينا ذلك في طرابلس، وفي الاطار نفسه المطلوب عمل في البقاع. الحوار الحالي يساعد لانه يرسل اشارات تعاون تتجاوز الانقسام الطائفي السني - الشيعي، وهذا مهم في هذا الوضع الخاص. اما في ما يتعلق بالرئاسة، فآمل في أن يصوت اعضاء البرلمان (للرئيس) في اقرب وقت. آمل في ان يكون هناك تركيز على هذا الموضوع في الحوار وان يؤدي الى نتيجة.
`32; كلمتك الاخيرة الى الشعب اللبناني؟
- ابقوا موحدين وحافظوا على هذه البلاد الغالية، ويمكن ان تحققوا ذلك ونحن في الامم المتحدة هنا لمساعدتكم."


أرشيف    إطبع     أرسل إلى صديق     تعليق



عودة إلى حوار       عودة إلى الأعلى


2024 حركة التجدد الديمقراطي. جميع الحقوق محفوظة. Best Viewed in IE7+, FF1+, Opr7 تصميم: